تاريخ صناعة السيارات مليء بالتفاصيل الصغيرة التي جعلت من هذه الآلة المكروهة لأداة أساسية للتنقل في القرون المنصرمة. صناعة السيارات مرت بآلاف النقاط المفصلية لكننا اخترنا اللحظات الأكثر أهمية أو إثارة للاهتمام.
عام 1886 : اختراع أول سيارة
اخترع النمساوي كارل بنز (Karl Benz) أول سيارة حقيقية في القرن التاسع عشر.
كانت تعمل بمحرك احتراق داخلي ولها ثلاث عجلات فقط.
حصل بنز على براءة اختراع السيارة في عام 1886.
لم تكن السيارة معدة للسفرات الطويلة حتى أقنعت بيرتا (زوجة كارل) العالم أنها تستطيع السفر لمسافة 100 كيلومتر.
نجحت بيرتا في قيادة السيارة لمسافة 100 كلم مع ابنيها دون استشارة كارل بنز لكنها واجهت عدة تحديات:
- لا وجود لطرق معبدة للسيارات
- لا وجود لمحطات تزويد بالوقود
- صعوبة تحديد أماكن الصيدليات لشراء الوقود
- ضعف الفرامل في السيارة
- السيارة بطيئة جدا
- السيارة غير مريحة
لكن هذه التجربة الأولى أصبحت موضوع احتفال كل عامين في ألمانيا عامة وفي مانهايم خاصة.
عام 1908 : فورد يخترع الموديل T
الطراز T من فورد كان أول سيارة في العالم يتم صناعتها عن طريق خطوط الإنتاج المُعتمدة على التجميع.
هذه القفزة التقنية الكبيرة جعلت السيارة أرخص بكثير، فأصبحت السيارة متاحة لشريحة كبيرة من العائلات.
يمكن أن يصل محرك البنزين الذي تبلغ قوته 20 حصانا إلى سرعة 45 ميلا في الساعة.
هذا تقدم كبير لكن مازال محرك السيارة أبطأ من سرعة الخيول في تلك الفترة.
سيارة فورد مازالت تعاني من عيوب كثيرة، ومتعة القيادة مازالت أمرا بعيدا عن متناول البشر.
كل ما حصلنا عليه إلى الآن هو عربة بمحرك مزعج، صعبة القيادة والخيول أسرع منها.
عام 1911 : زر التشغيل
قبل طريقة التشغيل العصرية للسيارات، كان الناس يستخدمون ذراعا لتدوير المحرك عدة مرات قبل أن يعمل.
شاهد الصورة أدناه، وتخيل كيف كان على الناس القيام بالكثير من الجهد البدني لتشغيل السيارة.
كان التسويق في ذلك الوقت للأذرع سهلة التدوير والتي “تستطيع حتى النساء تدويرها”.
قامت شركة كاديلاك بإطلاق “فكرة مُبتكرة” تمثل في تغيير الذراع بزر تشغيل.
وبهذا أصبح موديل 1912 لشركة كاديلاك يحتوي على زر تشغيل سهل وعملي.
وسرعان ما قامت بقية شركات السيارات بتغيير أذرعة التشغيل بالزر الجديد!
عام 1912 : ولاعة السجائر
في هذه الفترة كان التدخين في البرامج التلفزية وفي المسارح أمرا عاديا جدا، لذلك تم إضافتها للسيارات.
بحلول عام 1925، أصبحت ولاعات السجائر في السيارات أمرا ضروريا في أغلب السيارات الأمريكية.
اليوم، ولاعات السجائر ليس مهمة أو ضرورية، لذلك تم استبدالها بمنفذ مشترك يمكن استعماله تركيب أجهزة الملاحة أو لسماع الموسيقى الخ.
عام 1930 : راديو السيارة
الابتكار مختلف عن الاختراع:
- الاختراع هو صنع شيء جديد ليحل مشكلة أو يحمل منفعة.
- الابتكار هو جمع أشياء موجودة بالفعل لكن بدمجها نحصل على منفعة جديدة أو نحل مشكلة كبيرة.
بما أن الناس في الثلاثينات أصبحوا يقضون وقتا أطول في السيارات، أصبح من المهم لديهم أن يسمعوا محطات الراديو على موجات الـ AM.
في ما بعد أصبحت هناك برامج راديو خاصة فقط بالناس الذين يقودون السيارات.
وبقي الناس يسمعون الموسيقى في راديو السيارة على موجات الـ AM حتى عام 1952 أين أصبح يمكن سماع إذاعات الـ FM.
عام 1934 : ممتص الصدمات في تاريخ صناعة السيارات
كان ركوب السيارات جحيما مقارنة بالسيارات المجهزة بنظم التعليق وممتص الصدمات اليوم.
عام 1934، تم تثبيت زبرك فوق العجلات الأمامية للسيارات لتخفيف الصدمات في الطرقات غير المعبدة.
ثم انتشرت الفكرة أكثر وأصبحت كل عجلات السيارات مجهزة بممتصات الصدمات.
عام 1949 : مفتاح السيارة في تاريخ صناعة السيارات
قبل هذا العام، لم يكن الناس يملكون شيئا اسمه “مفتاح السيارة” فالسيارات ليست بيتا أو شقة تحتاج مفتاحا خاصا بها.
الفكرة الأولى كانت توفير طريقة سهلة لتشغيل المحرك والنظام الكهربائي للسيارة.
ثم تم تطويرها لتصبح وسيلة لحماية السيارة من السرقة وإغلاقها، فكثرة السيارات أصبحت تُهدد ملاكها.
كلما كانت السيارات أكثر، أصبح من الممكن سرقتها.
في الماضي كانت مدن بأسرها فيها سيارة أو سيارتان، وكل الناس يعرفون مالك السيارة.
أما بعد انتشار السيارات، أصبح من الصعب تمييز السيارات لذلك أصبح من الممكن سرقتها.
عام 1951 : المقود المرن في تاريخ صناعة السيارات
إذا كنت قد جربت قيادة السيارات القديمة، فستلاحظ بالتأكيد صعوبة تدوير المقود.
كل السيارات قديما، كانت تحتاج قوة عضلية لتدوير العجلات.
لكن بعد عام 1951 أصبحت أغلب السيارات تعتمد على الطاقة الهيدروليكية لتسهيل تدوير المقود.
الآن حتى السيدات يستطعن تدوير مقود السيارة بكل سهولة ودون أي جهد يُذكر.
عام 1953 : التكييف
كرايسلر إمبريال أول سيارة تجميع تحتوي على مكيف الهواء.
مكيف السيارة الأول كان يحتوي على 3 إعدادات:
- منخفض
- متوسط
- عالي
في العام الموالي، قدم نظام ناش “المتكامل” تدفئة وتهوئة وتكييفا للراكبين في المقاعد الأمامية حتى تكون القيادة أكثر متعة في الصيف.
أصبح تكييف الهواء ضروريا في كل السيارات وخاصة في المناطق التي تعاني من فصل صيف ساخن.
عام 1959 : حزام الأمان في تاريخ صناعة السيارات
اخترع نيلز بوهلين -أول مهندس سلامة في فولفو- حزام الأمان الحديث الثلاثي.
قررت شركة فولفو التخلي عن براءة الاختراع لشركات صناعة السيارات الأخرى مجانا بهدف إنقاذ الأرواح من مخاطر حوادث السير.
منذ عام 1965، أصبح من الإلزامي لشركات صناعة السيارات تركيب أحزمة الأمان في المملكة المتحدة.
ثم عام 1983، أصبح ارتدائها إلزاميا فقط في المقاعد الأمامية.
عام 1989، أصبح ارتداء حزام الأمان إلزاميا لجميع الأطفال منذ عام 1989 ولركاب المقعد الخلفي من عام 1991.
عام 1960 : النوافذ الكهربائية
تم إضافة النماذج الأولى من النوافذ الكهربائية في السيارات الفاخرة عام 1960.
لكن بمرور الزمن، أصبحت السيارات الشعبية والأقل فخامة تحتوي على هذه الميزة.
اليوم أغلب السيارات تحتوي على نوافذ كهربائية حتى أصبحنا لا نتذكر كيفية إغلاق النوافذ بالطريقة القديمة.
عام 1971 : مكابح الـ ABS
انتظر العالم 85 عاما للحصول على مكابح جيدة على غرار نظام الـ ABS.
هذا النظام يمكن من القبض على العجلات وتركها في وقت سريع لتمكين السائق من التحكم في السيارة أثناء الدوس على المكابح.
نظام الـ ABS يساعد أيضا على تقليل مدة انزلاق السيارة قبل توقفها النهائي.
أسهم هذا النظام في إنقاذ الملايين حول العالم، وساعد في تجنب ملايين الحوادث.
عام 1974 : الشاشة الرقمية في لوحة القيادة
قد يبدو هذا سخيفا، لكنه كان قفزة تقنية هائلة في عالم صناعة السيارات.
السيارات اليوم مجهزة بشاشات لمس وخدمات للذكاء الصناعي، لكنها في الماضي كانت مجرد آلة دون أي مكونات كهربائية.
هذا التطوير مثل خطوة كبيرة نحو اعتماد السيارات على الأنظمة الكهربائية أكثر فأكثر.
عام 1988 : الوسادة الهوائية في تاريخ صناعة السيارات
تمت تجربة الوسائد الهوائية في سيارات الحكومة الأمريكية منذ السبعينات، لكن في عام 1988 قدمت كرايسلر أول وسادة هوائية للإنتاج في السيارات الشعبية.
في البداية كانت الوسائد الهوائية مخصصة للسائق فقط.
لكن اليوم يمكن وضع تقنية الوسائد الهوائية في جميع أنحاء السيارة لحماية جميع الركاب.
عام 2000 : الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS
بعد قرار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون فتح إشارة الأقمار الصناعية الخاصة بالـ GPS أصبحت الكثير من السيارات تعتمد هذه التقنية.
اليوم تحديد المواقع أصبح أكثر دقة، وأصبحت تستطيع استعمال نظام الـ GPS في هاتفك الذكي لتحديد مكانك بدقة متناهية.
كان تاريخ صناعة السيارات تجربة ملهمة ليس فقط للمهتمين بالتاريخ، لكن أيضا لرواد الأعمال، فهم يعرفون جيدا أن مشروعا ما لا يمكن أن يصبح جاهزا بين ليلة وضحاها. وأن مشروعا واحدا قد يقلب شكل المدن للأبد كما فعلت السيارات.
للمزيد من المقالات الرائعة يمكنك زيارة صحيفة المستقبل.
