زيادة الإنتاجية : نصيحة النصف مليون دولار

زيادة الإنتاجية – عام 1918، كان تشارلز شواب (Charles M. Schwab) أحد أغنى رجال الأعمال في العالم. لكنه كان يعاني من صعوبة في تحسين أداء موظفيه. لذلك استعان بمستشار الإنتاجية “إيفي لي” (Ivy Lee)، الذي أعطاه نصيحة تُقدر قيمتها اليوم بحوالي النصف مليون دولار. هذه النصيحة لا تهم الشركات فقط، بل حتى الموظفين والفريلنسرز وكل من يريد تطوير إنتاجيته وتحسين أدائه.

وقت القراءة المتوقع: 5 دقائق.

قصة تشارلز شواب

كان شواب رائدا في صناعة الصلب وبناء السفن، الأمر الذي لم يكن يعجب الكثيرين في عصره.

حتى أن توماس إديسون لم يكن يستطيع إغفال عمله الدؤوب وحرصه الشديد للتفوق على منافسيه.

كان التحدي الأكبر بالنسبة لـ شواب هو كيفية التفوق على نفسه قبل كل شيء. لذلك كان يسعى لزيادة إنتجية موظفيه.

اجتمع تشارلز مع مستشار الإنتاجية إيف، وطلب منه حلا عمليا وسهلا لمساعدة موظفيه على تحقيق أهدافهم التشغيلية.

لكن المثير في القصة، أن إيفي لم يزعم أنه يملك الحل. وكان كل ما طلبه هو اجتماع يومي مع المدراء لمدة 15 دقيقة.

وافق تشارلز على المُقترح، وسأل إيف عن قيمة أتعابه حتى يتفقا على الصفقة، لكن “لي” رفض قائلا أنه لن يأخذ ثمن شيء لا يعمل!

واتفقا على أن يقوم تشارلز بتقييم أداء عمل إيف بعد 3 أشهر وأن يحدد هو قيمة العمل الذي سيقوم به المُستشار.

قام إيفي بالاجتماع مع كل المدراء لمدة 15 دقيقة حسب الاتفاق وقام بملاحظة عملهم خلال الأشهر الثلاثة.

زيادة الإنتاجية : نصيحة النصف مليون دولار

كانت نصيحة إيفي للمدراء وقتها، أن يقوم كل منهم بـ :

  1. في نهاية اليوم، اكتب 6 مهمات الأكثر أهمية والتي عليك العمل عليها غدا.
  2. ركز كل اهتمامك على المهمة الأولى وحاول أن لا تعمل على غيرها حتى تُكملها.
  3. إذا أكملت المهمة الأولى تقدم للمهمة الثانية، ثم حدث قائمة المهام في آخر اليوم.

أحدثت هذه الخطوات البسيطة تغيرا كبيرا في إنتاجية معمل تشارلز الأمر الذي أثار انبهاره بشكل لا يوصف.

بعد مرور الأشهر الثلاثة، كتب تشارلز شيكا قيمته 25 ألف دولار لـ إيف والذي يساوي اليوم حوالي النصف مليون دولار (491,385.00 دولار).

هذه النصيحة ليست مفيدة لأرباب العمل فقط، بل أيضا للموظفين والفريلنسرز وكل شخص يعمل ويريد تحسين أدائه في عمله.

طريقة إيفي لي ببساطة

لم يكن “إيف لي” مجرد مُنظر في الإنتاجية بل كان أيضا رجل أعمال ناجح، لذلك رفض الحصول على أجر مقابل عمل غير منته.

فكرة إيفي ببساطة هي العمل على تحييد المهام والأنشطة العاجلة وغير المهمة من جدول أعمال الموظفين والمدراء.

لتعرف أكثر عن موضوع المهام العاجلة وغير المهمة يمكنك زيارة مقالة إدارة الوقت.

نحن كثيرا ما نشعر أننا نضيع وسط المهام المتراكمة من هنا وهناك، حتى ننسى مهماتنا الأساسية والتي تحتاج منا الكثير من الوقت والجهد.

لذلك تخدعنا أدمغتنا وتصرف نظرنا عن المهام الصعبة والهامة مقابل الاستمتاع بالشعور بالإنجاز عبر القيام بالمهام الصغيرة والعاجلة.

اعرف أكثر عن هذه النقطة في مقالة هل أنت مشغول جدا ولا تجد وقتا لنفسك؟ ربما لست كذلك!

بعد أن قام إيفي بتحييد المهام العشوائية التي تضيع وقت المدراء، جعلهم هم يختارون المهام الستة الأكثر أولوية.

تنظيم الأولويات في الصباح، وعند بداية العمل، ليس فكرة حكيمة على الإطلاق، وخاصة إذا كنت قد فتحت بريدك الإلكتروني.

بعد أن تمضي يوما طويلا مليئا بالعمل، يمكنك وقتها تحديد الأولويات والمهام التي عليك التركيز عليها.

فبعد العمل، ستتخلص من عبء الشعور بالضغط والحاجة للاستعجال في إنجاز المهام.

لـ زيادة الإنتاجية خطط قبل العمل

عندما كنت تلميذا، كنت تقوم بإنجاز واجباتك المدرسية وتحضر محفظتك قبل النوم وتضع فيها كتبك وكراساتك وأقلامك.

لأنك ببساطة لا تريد أن تبدأ يومك بالقيام بمهمام غير مجدية فعندك الكثير من الأشياء الأكثر أهمية.

اليوم وأنت تعمل في شركة أو لحسابك الخاص، عليك أن تحضر محفظتك قبل النوم!

بعد نهاية كل يوم عمل، احرص على أن تكتب المهام التي عليك القيام بها غدا وترتبها حسب الأولوية.

طريقة إيفي تكتفي بـ 6 مهام، لأن المهام الحقيقية ليست أشياء ستقوم بها خلال دقائق معدودة، بل هي المهام التي ستجعلك شخصا أفضل وتجعل عملك أكثر منفعة لك وللناس.

من الصعب أن تنجح في التخطيط ليومك منذ التجربة الأولى أو الثانية، لكنك تدريجيا ستنجح في جعل إنتاجيتك أفضل.

التركيز

التركيز في العمل ضروري لضمان الجودة المطلوبة وتقليل الأخطاء قدر الإمكان.

لذلك عليك تجنب المشتتات أثناء العمل، احترم عملك حتى يحترمك!

زر مقالة زيادة التركيز لتكتشف الأسباب التي تجعلك غير قادر على الاهتمام بعملك.

عندما تصب كل اهتمامك على العمل الذي تقوم به دون إلهاء، لن تكون قادرا على إنجاز مهام أكثر فقط، بل ستصبح قادرا على التفكير في حلول أكثر سرعة وابتكارا.

ولهذا تتطلب طريقة إيفي أن تعمل على مهمة واحدة حتى تُكملها، وإذا لم تكملها، فعليك العودة لها غدا حتى تُكملها ثم تمر للمهام التي تليها.

بالطبع هذا لا يعني أن عليك إهمال كل المهام العاجلة التي تعترضك، لكن عليك أن تجد الشجاعة لتقول لا في وجه الكثير من المهام العاجلة وغير الهامة.