كيف أصبح غنيا ؟

كيف أصبح غنيا ؟ هو السؤال الذي يخفي عدم الفهم، والرغبة الجامحة. فالناس يريدون أني يصبحوا أغنياء لكن لا يعرفون فعلا ماذا يريدون. ولا يفكرون في المبلغ الذي يريدون الوصول له، لذلك تنتهي حياتهم بمحاولة جمع المزيد والمزيد. بينما كانوا في الحقيقة يريدون أشياء أخرى كالشعور بالأمان أو التقدير أو الحب.

وقت القراءة المتوقع: 5 دقائق.

كيف أصبح غنيا أم كيف أشعر بالأمان؟

لا يميز أغلب الناس بين الشعور بالأمان أو الاستقرار المالي وبين أن يصبحوا أغنياء. فالشخص الغني هو الذي يستغني عن الناس، وهذا الشخص غير موجود.

لا يمكن أن تستغني عن الخباز والبقال ورجل الأمن والموظف في مركز البريد والعامل في شركة توليد الكهرباء.

كل ما في الأمر أن الناس يظنون أن الغني هو الذي يستطيع بماله أن يستغني عن طلب المساعدة من الناس.

والمال وحده لا يغنيك، أنت تحتاج للناس وهم يحتاجونك، ولا جدوى من محاولة مغالبتهم.

كن سعيدا بالقيام بواجباتك، وأسعد بربط علاقات تضمن الربح لك ولغيرك (Win-Win Situations).

نحن كائنات اجتماعية، ونشعر بالأمان عندما نبني علاقات اجتماعية قوية، لا عندما نجمع الكثير من المال.

الكثير من المشاهير والأثرياء حول العالم يعانون من نفس الشعور بالقلق الذي تعاني منه.

هم أيضا رغم ثرواتهم الطائلة يخافون من المستقبل. لكن عندهم شيء آخر يقلقون بشأنه: “إنهم يخافون أن يخسروا ما جمعوه طول سنوات”.

وحتى نكون أمناء لعنوان المقال، في ما يلي الخطوات اللازمة لتحقق الاستقرار المالي:

1. ميز بين الأصدقاء والأعداء

في كتاب الأب الغني والأب الفقير، يوضح روبرت كيوساكي ببساطة أنك ولتصبح أغنى، عليك أن تجعل مصاريفك أقل من مداخيلك.

هذه فكرة بسيطة جدا بل تافهة، لكن أكثر من 90% من البشر البالغين الذين يعملون في شركات كبرى يعجزون عن القيام بها.

بكل بساطة عليك التمييز بين الأشياء التي تُدخل المال لمحفظتك، والأشياء التي تنقص المال من محفظتك.

كل التدفقات المالية التي تحدث في حياتك يمكن أن نقسمها إلى:

  • أصول (أصدقاء): تدفق المال لحسابك البنكي (راتب، إيجار سيارة، مرابيح أسهم الخ).
  • خصوم (أعداء): تدفق المال خارج حسابك البنكي (إجار، ضرائب، بقالة الخ).

عندما تنجح في زيادة أصدقائك والتقليل من أعدائك، سيصبح عندك مال إضافي يمكنك ادخاره و/أو استثماره.

وبالتأكيد إذا كانت مصاريفك أكثر من مداخيلك، فأنت تسير في الطريق الخطأ.

كثيرا ما يشكوا الناس من صعوبة حياتهم، لكنهم لا يستطيعون التخلص من الخصوم الذين يمكن التخلص منهم.

أنت لست مجبرا على الذهاب للمطاعم ومساعدة شركات الهاتف والأنترنت في بناء ثروتها.

أيضا أنت لا تحتاج لسيارة فارهة أو بناء منزل كبير، لأن الطريق للغنى يبدأ بتغيير رؤيتك للمال.

أغنى أغنياء الولايات المتحدة يقودون سيارات قديمة على غرار وارن بافت الذي تتجاوز ثروته الـ 67 مليار دولار.

2. كيف أصبح غنيا دون وسا‌دة مريحة!

أكثر من 40% من الأمريكيين لا يستطيعون تحمل فاتورة طارئة بقيمة 400 دولار!

هل تعرف ما هو السبب؟

إنهم لا يملكون أن أموال إضافية ويخططون لإنفاق كل دولار يدخل محفظتهم حتى قبل أن يصل لأيديهم.

قبل أن تُفكر في الثراء أو الاستثمار، عليك جمع مبلغ مالي يمكنك من البقاء على قيد الحياة لمدة 6 أشهر.

الحوادث ممكنة، ولا أحد يضمن أن تبقى في عملك أو أن يتواصل ازدهار تجارتك.

لذلك عليك توفير ما يكفيك للنجاة لمدة 6 أشهر على الأقل.

لا تجعل وسادتك في شكل بيتكوين أو أسهم أو عند صديق، بل اجعلها في حسابك البنكي لتضمن أنك لن تحتاج لطلب المساعدة.

مهما كان أجرك قليلا، عليك الصبر وتوفير المبالغ المالية البسيطة حتى تجمع ما يكفيك لتكوين أول وسادة مالية لك.

قد تجد نفسك في وضعيات تحتاج فيها لمساعدة الآخرين، لكن تذكر أنك أنت أيضا ضمن الآخرين الذين يحتاجون المساعدة.

شخص لا يملك وسادة تحميه في الأزمات هو فعلا شخص مهدد ولا يستطيع حماية كرامته من ذل طلب المساعدة، فلا تكن ذلك الشخص.

3. كيف أصبح غنيا دون تخطيط؟

الأشخاص الأثرياء يطلبون النصيحة من خبراء في الاستثمار وإدارة الأموال، فهم يعرفون صعوبة المهمة.

أما الأشخاص الفقراء، فيختارون العلاج بالأعشاب لأنهم لا يستطيعون توفير ثمن استشارة مالية.

الفرق بين هؤلاء وأولئك تماما كالفرق بين الذي يملك المال الكافي لزيارة الطبيب للحصول على علاج مناسب والذي لا يملك المال الكافي فيحاول أن يطبب نفسه أو يسأل أحد الدجالين.

أنت أيضا وبما أنك في بداية الطريق، عليك على الأقل أن لا تأخذ استشارة من الدجالين.

يمكنك أن تعرفهم ببساطة، فهم الذين يريدون منك المشاركة في التسويق الشبكي أو الاستثمار في العملات الرقمية أو المضاربة في البورصة.

الناس الذين يقدمون وعودا مغرية، في أغلب الأحيان هم دجالون، كالذين يعدونك بدخل سلبي ثابت مدى الحياة، أو التقاعد في سن الثلاثين.

أغنى الشركات والدول لا تستطيع ضمان دخل سلبي ثابت، أو توفير تقاعد في سن مبكرة، فكيف ستحصله أنت عبر الدروب شيبينغ وخرافات الثراء السريع؟

التخطيط لحياتك المالية يبدأ بالإجابة على الأسئلة التالية:

  • متي تريد أن تتقاعد؟
  • ما هي المشتريات (منزل، سيارة، أرض الخ.) التي تريد اقتناءها؟
  • هل تخطط لتكوين أسرة؟
  • كم تستطيع التوفير من مداخيلك للادخار والاستثمار؟
  • ما نوع الميراث الذي تريد تركه لأطفالك وعائلتك؟

عندما تضع قدميك على أرض الواقع، وقتها يمكنك التفكير جديا في الاستثمار.

4. كيف أصبح غنيا دون حقيبة استثمارية!

لو ادخرت 200 دولار شهريا على امتداد 30 عاما فبالكاد ستصل لـ 72 ألف دولار.

وحسب معدلات التضخم العالمية، فبعد 30 عاما، ربما سيكون سعر السيارة العادية أعلى من 70 ألف دولار.

هذا يعني أن الادخار وحتى بالاعتماد على الفوائد البنكية لن يُحقق لك الثراء الذي تحلم به.

الحل العملي الوحيد لتصبح ثريا هو أن تستثمر أموالك وتصنع حقيبتك الاستثمارية.

وبالتأكيد سيكون من المهم جدا أن يتابع مستشار مالي عملياتك الاستثمارية لعدة أسباب:

  • تقديم النصائح المالية بخصوص نوعية الاستثمارات التي تريد الدخول فيها.
  • توضيح التفاصيل القانونية التي يمكنك الاستفادة منها بخصوص الضرائب والعمولات الخ.
  • تحديد قيمة المبالغ التي تريد أن تستثمرها شهريا وسنويا وتوضيح العوائد المتوقعة منها.

توجد الكثير من النصائح في الشبكة عن الاستثمار، لكنها قد لا تناسبك، لأن لكل دولة قوانينها وظروف الاستثمار فيها.

كما أن نفس الدولة قد تعرف تغيرات جذرية في اقتصادها، الأمر الذي قد يؤثر بطريقة مباشرة على مستقبلك المالي.

لذلك تجنب أن تدير حقيبتك الاستثمارية دون استشارة خبراء محترفين في بلادك، ولا تطبق كل ما تسمعه من الناس.

الأشخاص الذين يحققون ثروة دون الاستثمار هم أكثر الأثرياء عرضة للخطر، لأن مستقبلهم المالي متعلق بالمشاريع التي يديرونها.

أما المستثمرون فيملكون دائما حقائب استثمارية متنوعة تضمن لهم الثراء حتى لو خسرت نسبة كبيرة من الشركات التي يستثمرون أموالهم فيها.

5. كن مستعدا لزيادة أصدقائك

الكثير من الناس يريدون زيادة الأموال في محفظتهم، لكنهم ليسوا مستعدين ذهنيا لزيادة عملهم أو حتى أجرهم.

إذا كنت تريد أن تصبح ثريا، فعليك أن تعمل بجد أكبر وتجتهد أكثر ليس فقط لتحصيل المزيد من المال، بل للاستعداد نفسيا لقبول الزيادة.

إذا أعطيت بعض المال لشخص ما، سيتردد قبل قبوله، وربما سيرفضه، رغم أنه يقضي طول اليوم في العمل لجمعه.

إنه ليس مستعدا للحصول على مال إضافي.

لذلك عندما يقترح عليه شخص ما عملا إضافيا يمتعض من الفكرة.

وإذا اقترح عليه شخص آخر فرصة استثمارية يخشى من التجربة.

هؤلاء الناس ليسوا جبناء لكنهم يشعرون أنهم لا يستحقون أن يكونوا أثرياء.

إذا جمعوا بعض المال، يسارعون لإنفاقه لأنهم يشعرون أنهم لا يستحقون أن يكون عندهم ذلك المال.

وإذا طلب منهم أحد المتسولين المتحيلين مساعدة، يسارعون في تقديمها لأنهم يشعرون أنهم لا يستحقون أن يبقى المال في جيوبهم.

كيف أصبح غنيا وأنا لست مستعدا للثراء؟

لذلك كن مستعدا لزيادة أموال إضافية في محفظتك، ولا تتحرج من أن تملك المال رغم وجود فقراء ومساكين في العالم.

وتذكر دائما أن الثراء ليس عيبا أو شرا، بل الشر كل الشر في الفقر.

للمزيد من المقالات الرائعة ننصحك بقراءة هذا المقال:

هل أنت مشغول جدا ولا تجد وقتا لنفسك؟ ربما لست كذلك!