أثر الفراشة ببساطة هو مصطلح لوصف حادثة وقعت أثناء التعامل مع برنامج حاسوبي للأحوال الجوية. لكنه أصبح في ما بعد، يُستعمل لوصف أثر كل فعل صغير والنتائج الكبيرة التي تحدث بسببه. في هذه المقالة سنركز على أثر العادات الإيجابية على حياتك.
وقت القراءة المتوقع: 5 دقائق.
القصة وراء مصطلح أثر الفراشة
بدأ مصطلح اثر الفراشة مع الرياضي وباحث علوم الطقس إدوارد لورنز، حيث كان يعمل على برنامج حاسوب للتنبؤ بالطقس.
البرنامج ببساطة يأخذ البيانات الخاصة بالطقس (حرارة، ريح، رطوبة الخ) ويقوم بتوقع الطقس في الأيام المقبلة.
لكن كلما قام لورنز بإعادة احتساب النتائج، إلا ووجد اختلافا في النتائج، الأمر الذي جعله يشك في فعالية البرنامج ودقة العمليات الحسابية للحاسوب.
بعد تدقيق طويل، وجد لورنز أن السبب هو القيمة التقريبية للبيانات السابقة.
فإذا أدخل البيانات بـ 6 أرقام بعد الفاصل، وجد بيانات مختلفة تماما عن البيانات بـ 3 أرقام بعد الفاصل.
مثال:
- إذا كتب أن سرعة الريح 0.506 وجد أن الطقس سيكون مشمسا.
- إذا كتب أن سرعة الريح 0.506127 وجد أن الطقس سيكون ممطرا وعاصفا.
الفكرة أبهرت لورنز، فحركة هواء صغيرة قد تُسبب أمطارا وعواصف! وجعلته يفكر في الأمر من منظور جديد:
“عندما ترفرف فراشة بجناحيها في جزء من الكوكب، يمكن أن تتسبب في حدوث إعصار في جزء آخر منه”.
إدوارد لورنز.
عادات ستؤثر على حياتك
للعادات أثر قوي على حياتنا، فهي الوقت الذي ننفقه دون وعي منا ويمكن أن تكون مجرد عادة لا فائدة منها، أو عادة ضارة أو ربما عادة مليئة بالفائدة.
في ما يلي عادات بسيطة لو اكتسبتها ستصبح حياتك أفضل:
1. دع ما يُريبك
قد يصف البعض هذه العادة بـ “التفكير الإيجابي”.
ببساطة لا تُفكر في أشياء لا يمكن حدوثها والتي قد يُرهقك التفكير فيها.
يُسبب التفكير المُفرط (Overthinking) في شلل في التحليل (Analysis Paralysis) وصعوبات جمة في الخروج من دائرة الأفكار والأوهام.
من الصعب التخلص من عادات التفكير المُفرط والتخيلات، لكن فور الوعي بهذه العادة يمكنك تجنبها بتبني عادة جديدة في التفكير.
ممارسة الشعائر الدينية والتأمل بدائل ممتازة لتدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
كل ما عليك هو طرد الأفكار المريبة والتفكير في ما يفيدك أو يحقق سلامك الداخلي.
2. أثر الفراشة في العادات الغذائية
تجنب الأطعمة المكررة والمعلبة والهروب للطعام الطبيعي خطوة بسيطة جدا، لكن أثرها كبير على حياتك.
ليس عليك أن تختار حمية قاسية وتعذب نفسك بها، كل ما عليك هو الاقتراب أكثر من الطبيعة وأن تأكل الأطعمة التي تحتوي على أقل قدر ممكن من المخاطر.
يمكنك مشاهدة هذا الفيديو الماتع لتحسين عاداتك الغذائية:
هذا الفيديو يحتوي على كمية معلومات رهيبة ومفيد جدا لكل من يريد اكتساب عادات غذائية صحية.
كل ما عليك هو التفكير في نوعية الطعام الذي تريد أكله وتغيير عاداتك الغذائية تدريجيا.
3. اقرأ
القراءة لأجل القراءة ليست مفيدة، وقراءة الروايات والقصص تشبه لحد كبير مشاهدة الأفلام والمسلسلات (إلا إذا كنت تريد تطوير لغتك).
القراءة مرتبطة أساسا بالكتب القريبة من اختصاصك أو التي تساعدك على تطوير نفسك أو فهم العالم حولك.
أن تقرأ ليس اختيارا أو حلا ثانيا، بل الحل الوحيد لتكسب الوقت وتستفيد من خبرات الناس.
الكتب هي المكان الذي دون فيه الناس خبراتهم ومعرفتهم بلغة دقيقة بعد مراجعة وتمحيص.
توجد العديد من المواقع الرائعة لتلخيص الكتب، وصحيفة المستقبل عندها مكان خاص بـ ملخصات الكتب.
لكن هناك ملاحظتان:
- ملخصات الكتب لا تغني عن قراءتها.
- ملخصاتنا تحاول التخلص من الجمل الطويلة والتعابير الفنية وتكتفي بالأفكار فقط.
ببساطة، خصص 10 دقائق فقط يوميا للبحث عن كتاب مناسب أو قراءة كتاب.
إذا شعرت أن الكتاب لن يفيدك فيمكنك التخلص منه والبحث عن غيره.
المهم هو أن تقرأ وتشعر بمتعة القراءة ومتعة التعلم.
4. التخلص من إدمان مواقع التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي رائعة عندما تقضي وقتا قصيرا فيها.
لكنها تتحول لإدمان خطير كلما بقيت فيها أكثر.
تخلص من حساباتك غير المهمة، وحدد وقتا لا تتجاوزه لتُنفقه على هذه المواقع.
مواقع التواصل الاجتماعي قد تساعدك على توسيع أفقك ومعرفة أفكار جديدة، لكن تكفيك فكرة أو فكرتان يوميا.
المهم هو كيف تستفيد من الأفكار وتحولها لحقائق.
أما أن تشاهد 20 مقطع فيديو عن ممارسة الرياضة، و 30 مقطع فيديو عن إدارة الوقت، ثم تقضي طول اليوم في الاستلقاء وتصفح مواقع التواصل فهذا أمر غير مفيد بالمرة.
تحتوي أغلب تطبيقات التواصل الاجتماعي على طرق لحساب الوقت الذي تقضيه فيها.
لذلك قم باحتساب الوقت الذي تقضيه عليها سنويا، واكتشف كيف أصبحت هذه التطبيقات محرقة حقيقية للوقت.
5. اكتب مذكراتك للشعور بـ أثر الفراشة
كتابة المذكرات أشبه بتوثيق لحياتك اليومية، ولأنها خاصة جدا، فلا أحد يستطيع تقييم عاداتك أفضل منك.
حاول أن تكتب بضعة أسطر يوميا قبل النوم لتدون وقت استيقاظك وأهم الأحداث في يومك.
بعد عدة أسابيع، يمكنك أن تلاحظ كيف تتصرف، ومدى جديتك في التعامل مع وقتك الثمين.
الكثيرون يحرصون على كتابة مذكراتهم لتدوين إنجازاتهم وأحلامهم وأفكارهم، وهذا مفيد جدا لتصبح أفضل ولتتفوق على نفسك.
في صحيفة المستقبل، عندنا قسم خاص بـ العادات الإيجابية لاكتساب المزيد منها فـ تطوير الذات رحلة ماتعة لا تنتهي.