ماهي متلازمة المحتال – متلازمة المحتال هي شعور متواصل بالقلق رغم الأداء الجيد في العمل أو الدراسة. ويتواصل الشك في النجاحات والإنجازات التي يقوم بها المصاب بالمتلازمة حتى وإن كان ضمن النخبة على مستوى العالم.
مدة القراءة المتوقعة: 5 دقائق.
المحتويات:
ماهي متلازمة المحتال ؟
قامت الطبيبتان النفسيان بولين روز وسوزان إيميس بوصف الظاهرة سريريا لأول مرة في عام 1978.
عند الإصابة بمتلازمة المحتال، لا يشعر المصاب بالثقة أو الكفاءة مهما حقق من إنجازات.
المصاب بهذه المتلازمة لا يعرف فرحة النجاح لأنه يشعر دوما أنه محتال ولم يستحق النجاح الذي قام به.
في بداية البحث، عرفت الطبيبتان النفسيتان أن المتلازمة تصيب السيدات.
لكن أظهرت الأبحاث أن الرجال والنساء يمكن أن يعانوا بنفس القدر من هذه المتلازمة.
“أكثر من 75% من المديرات يعانين من متلازمة المحتال”.
المصدر: انقر هنا.
هذه المتلازمة ليست نوعا من أنواع التواضع، أو انفتاحا على قدرات الآخرين أو حتى نقدا للذات، بل هي تقزيم متواصل للنفس.
يشعر المصابون بهذه المتلازمة بالعار ولا يستطيعون معرفة قدراتهم الحقيقية لأنهم مؤمنون أنهم لا يستحقون أي نجاح في حياتهم.
لذلك يحاول المصابون بهذه المتلازمة التملص من العمل لتجنب الشعور من الذنب والتقصير الذي يلازمهم.
ماهي أسباب متلازمة المحتال؟
متلازمة المحتال نوع من أنواع التشوهات المعرفية التي تجعل الناس يشكون في مهاراتهم وإنجازاتهم.
ثم يشككون في تقدير الآخرين لهم. لأنهم يشكون حتى في إنجازاتهم وسجلهم الحافل بالتميز.
لكن ماهو سبب هذا الشك والتشوه؟
رغم أن المتلازمة يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية للمصاب، إلا أنها ليست حالة نفسية رسمية وعندها أسباب متنوعة.
أظهرت الأبحاث السريرية أن متلازمة المحتال لها مجموعة من الأسباب:
1. البيئة
نسبة هامة من المصابين كبروا في أسرة كانت تركز بشكل كبير على الإنجاز أو تنتقد بشكل مفرط.
مثال:
- يعمل الطفل بجد طول أسابيع حتى يحصل على 98% في مادة ما.
- يخبر الطفل والديه أنه حصل على أفضل تقييم في القسم.
- الوالدان يسغربان لماذا لم يحصل على 100%.
2. الضغوط الاجتماعية
عندما يكون المجتمع الذي يعيش فيه المصاب لا يقدر الاجتهاد بل النتيجة فقط.
مثال:
- في العام الماضي، حصل مدير تنفيذي على دعوة لحضور عشاء على شرفه بسبب تحسن قيمة المبيعات.
- هذا العام، بقيت المبيعات على حالها ولم تزدد، فلم يحصل على أي دعوة عشاء أو كلمة شكر.
- رغم جهود المدير الكبيرة إلا أنه لم يلاحظها أحد.
3. الشعور بالانتماء
يشعر المصاب بمتلازمة المحتال أنه سيتم كشفه في أي لحظة وأنه مختلف ولا ينتمي للمجموعة.
أي اختلاف في اللغة أو العرق أو الجنس أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو الديني أو الاختلافات الجسدية أو التعليمية كلها قد تغذي متلازمة المحتال.
ويمكن للشخص الذي لا يشعر بالانتماء أن يحمل هذا الشعور لفترة طويلة حتى إذا تم إلغاء الفوارق الجسدية أو التعليمية أو الاقتصادية.
مثال:
- في الاجتماعي الصباحي طرح المدير سؤالا، ورفع أحد موظفين يده للإجابة.
- أخذ المدير الإجابات من أغلب الموظفين لكنه لم يأخذها من الموظف فلان.
- شعر فلان أن الجميع يتجاهلونه ولا يريدون سماع رده، لأنه يلبس قميصا رخيصا، بينما كل زملائه يلبسون قمصان غالية.
4. الشخصية
يستطيع بعض الناس -بفضل شخصيتهم القوية- استيعاب مشاعر الضغط والشك والفشل، لكن آخرين لا يستطيعون التأقلم مع ما يدور حولهم من أحداث بنفس الكفاءة.
مثال:
- فلان انطوائي في الجامعة ويقلل التواصل الخارجي.
- حصل فلان على أفضل تقييم في الجامعة رغم أنه لا يملك أصدقاء وعلاقته ليست دافئة مع الأساتذة.
- يشعر فلان أنه لا يستحق التقييم العالي، فهناك من علاقتهم أفضل مع الأساتذة والطلاب ويحضرون المحاضرات أكثر منه.
أعراض متلازمة المحتال
كلنا نشك في قدراتنا في بعض الأحيان. لكن هذا لا يعني أننا مصابون بهذه المتلازمة. فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعا لمتلازمة المحتال:
- عدم الثقة بالنفس
- التقليل من قيمة المساهمة
- عزو النجاح إلى أسباب خارجية
- تخريب النجاح الذاتي
- وضع توقعات غير واقعية
- الخوف من عدم الارتقاء إلى مستوى التوقعات
- الاحترق الوظيفي
بسبب عدم تقدير الذات، تستمر مشاعر القلق حتى يشعر المصاب بالمتلازمة أنه لن ينجح أبدا في المستقبل.
1. عدم الثقة بالنفس
يعتقد المصابون بالمتلازمة أن النجاح في العمل أو في الدراسة هدف بعيد المنال ومحفوف بالمخاطر، وليس نتيجة حتمية للتركيز والتفاني في العمل.
2. التقليل من قيمة المساهمة
الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المحتال لا يقدرون قيمة إنجازاتهم ولا مساهماتهم في مشاريع غيرهم.
قد يشعرون أيضا أن مساهماتهم غير مناسبة أو قذرة أو غير كافية أو تفتقر للإبداع أو البركة.
الأمر الذي يؤدي إلى شعورهم الدائم بعدم الكفاءة.
3. عزو النجاح إلى أسباب خارجية
يفسر المصابون بالمتلازمة أن كل نجاحاتهم هي وليدة الصدفة أو بسبب مساعدات حصلوا عليها الخ.
هم لا يعترفون أنه لا يوجد نجاح غير محفوف بالمخاطر ودون مساعدات وأسباب خارجية.
ويريدون أن يحققوا نجاحا يعود فيه الفضل لأنفسهم فقط، وهذا غير ممكن.
4. تخريب النجاح الذاتي
تعزز متلازمة المحتال الشعور بالضعف عندما لا يجدون تحديات ترضي غرورهم.
لذلك يحاول المصابون بهذه المتلازمة بذل قصارى جهدهم لزيادة التحديات ورفع مستوى التطلعات.
تؤدي المتلازمة إلى شعور الناس بالخوف من النجاح. فهم يعتقدون أنه بعيد المنال أو لا يعنيهم أصلا.
5. وضع توقعات غير واقعية
تخلق متلازمة المحتال الإحساس بأن أفضل ما لدينا ليس كافيا.
هذا الشعور يدفع الناس إلى وضع معايير عالية وغير واقعية لإخفاء الفرق بين التوقعات والأهداف.
6. الخوف المستمر من عدم الارتقاء إلى مستوى التوقعات
بغض النظر عن الأهداف التي يضعها الناس فإن متلازمة المحتال تجعلهم يشعرون أنهم غير قادرين على تحقيقها.
إنه يجعل الناس يشعرون كما لو أنهم غير قادرين على تحقيق التوقعات التي يتوقعها الآخرون منهم.
إنهم يعتقدون أن هذه التوقعات عبء لا يمكنهم التخلص منه أو التغلب عليه.
7. احترق الوظيفي
للتغلب على الشعور بعدم الكفاءة، يعمل المصابون بهذه المتلازمة بشكل مبالغ فيه.
هم يستهلكون كل جهدهم في العمل أو الدراسة ويضحوا بحياتهم الاجتماعية والأسرية في سبيل العمل.
عند إصابتهم بالاحتراق الوظيفي يفسرون ما أصابهم بأنه ظهور لحقيقتهم التي طالما أخفوها.
شخصيات متلازمة المحتال
توجد العديد من الشخصيات التي تكون نتيجة مباشرة لمتلازمة المحتال:
1. الساعي للكمال (مُنشد الكمال Perfectionist)
يجب أن يتأكد هذا الشخص من أن كل شيء يتم على أكمل وجه.
لا يكفي تحقيق نتيجة أو إكمال مهمة، بل يجب أن تكون قمة في التميز والدقة والأفضل.
الساعي للكمال يريد تحقيق المزيد من النجاح وأفضل التقييمات والحصول على المكانة الأعلى.
يؤدي السعي إلى الكمال إلى الشعور بعدم الرضا بغض النظر عن مقدار العمل الشاق الذي يقوم به والإنجازات الصعبة التي حققها.
مثال:
- يطلب المدير دائمًا تقريرا حول نسبة التقدم في مشروع ما.
- عندما يحصل على التقرير يخبر الموظفين باستمرار بكيفية تحسين عملهم وكيف يجب أن يتم تنفيذ المشروع في كل خطوة.
العاطفة الكامنة: الخوف من فقدان السيطرة
2. الرجل الخارق
يسعد هذا الشخص بإظهار قدراته على القيام بالكثير من العمل في فترة زمنية قصيرة.
إنه على استعداد للعمل لساعات إضافية لإثبات أنه شخص خارق.
إنه يحاول إثبات أنه قادر على التعامل مع أي شيء.
مثال:
- موظف يقوم بمساهمة لمساعدة زملائه في العمل ويلقى تقديرا على ذلك.
- تصبح الإجازات ونهاية الأسبوع بالنسبة له وقتا للعمل لتحقيق المزيد من التقدير لكونه “الرجل الخارق الذي لا يكل ولا يمل من العمل”.
العاطفة الكامنة: الخوف من وقت الفراغ والتفكير.
3. الموهوب
يزدهر هذا النوع من المصابين لأنه يعتقد أنه سريع وبارع في إنجاز المهام.
إنه يعتقد أنه ينجح في أي شيء منذ المرة الأولى لأنه موهوب.
أكبر أعدائه:
- التعليقات
- النقد
- إعادة العمل
يبذل الموهوب الحد الأدنى من الجهد في عمله ولكنه ينجح في كثير من الأحيان.
مثال:
- محاسب جديد تخرج للتو الأول على دفعته ولم يضطر أبدا لقضاء ليالي متأخرة في الدراسة من أجل أي شيء.
- يدخل إلى مكان العمل ويشعر بأنه غارق في التوقعات، ولا يستطيع إرضاء مديره.
- عندما يطلب منه مديره قضاء بعض الوقت مع زميله للتعلم يشعر بالإهانة فهو يعرف كل شيءمن أحد ليخبره بكيفية القيام بعمله أكثر من مرة.
العاطفة الكامنة: الخوف من الفشل.
4. عازف منفرد
لا يهتم العازف المنفرد ببقية الفريق، كل ما يهمه أن يكون الأفضل والأروع ومحط أنظار الجميع.
يكره أن يطلب المساعدة أو يطلب منه أحد المساعدة لأنه قد يجعله عرضة للخطر ويكشف ما لا يعرفوه أو لا يمكنه فعله.
مثال:
- يطلب الموظف من زملائه البحث عن بيانات غير مهمة، ويواصل هو البحث عن البيانات المهمة.
- يكتشف متأخرا أنه لا يستطيع القيام بالعمل وحده والوقت ينفذ منه بينما يضيع زملاءه في مهام تافهة.
العاطفة الكامنة: الخوف من طلب المساعدة.
5. الخبير
إنه الشخص الذي لا يريد أن يقوم بأي خطوة دون معرفة كل شيء عنها.
في بيئة سريعة التغير، لا أحد خبير فيما يجب القيام به.
مثال:
- مطلوب من الموظف تحضير ملف صغير لمتابعة تطور المشروع.
- يبحث الموظف عن أفضل الملفات وأفضل الطرق لمتابعة تطور المشاريع حتى يضيع في التفاصيل.
العاطفة الكامنة: الخوف من الجهل.
خلاصة حول سؤال ماهي متلازمة المحتال
هذه المتلازمة تسبب ضررا نفسيا كبيرا على المصاب بها، وقد ينعكس تأثيرها على المحيطين به.
يحاول المصاب بمتلازمة المحتال أن يبرر فشله بضعف مؤهلاته ويفسر نجاحه بالحظ الذي يحالفه.
الشفاء من متلازمة المحتال يتطلب الشعور بالتواضع الحقيقي والشعور بالعرفان والامتنان للعطايا التي يحصل عليها الشخص والاعتراف بوجود المتلازمة.
“كل الأشخاص الناجحين الذين أعرفهم يعانون من متلازمة المحتال”.
باربرا كوركوران
يجب التوقف عن الاعتقاد أن نجاحاتنا سببها اجتهادنا فقط، أو أن وضعيتنا المالية أو الاجتماعية هي نتيجة حتمية لمعرفتها وأدائنا.
حاول أن تحسن علاقاتك بالمحيطين بك وأن تتجنب الشخصيات السامة، وبالتأكيد هناك أشخاص عليك تجاهلهم.
المصدر: انقر هنا.