ملخص كتاب نظام التفاهة

ملخص كتاب نظام التفاهة (La Médiocratie) لـ ألان دونو (Alain Deneault). هذا العمل الفكري تحفة فنية بكل المقاييس، لكن فهم عنوان الكتاب أساسي لفهم رسالة الكتاب ككل. كلمة “Médiocre” الفرنسية أصلها كلمة “Mediocris” اللاتينية، وتعني التوسط وتحيل إلى الضعف وعدم توفر الكفاءة اللازمة أو التفاهة. لذلك يعتبر الفرنسيون وصف “Médiocre” سيئا، فيعني القلة إذا أطلق على الأجر، ويعني ضعف النتائج إذا وُصف به التلميذ. كلمة “Médiocratie” على وزن “Démocratie” التي تعني ديمقراطية أو “Aristocratie” التي تعني أرستقراطية. فأصبح عنوان الكتاب مركبا بين مصطلح الضعف والقلة والتفاهة وبين نظام الدولة السياسي.

لذلك يكون معنى “Médiocratie” حرفيا النظام القائم على الناس غير الأكفاء. المعنى الذي يريده الكاتب هو الدولة التي تقوم على المتوسطين غير الأكفاء وغير المتمكنين من كافة المهارات والمعرفة المطلوبة لقيامهم بدورهم في المجتمع. كالطبيب الذي يعرف 50% من الأدوية الضرورية لإنقاذ المريض، أو المعلم الذي يعرف نصف المنهج الذي يحتاجه التلاميذ، أو المحامي الذي يعرف نصف القوانين التي يحتاجها موكله فقط.

ترجمة مصطلح “Médiocratie” صعب جدا، لذلك كان عنوان تعريب الكتاب “نظام التفاهة”، لتجنب أي معان إضافية قد تشوش على المعنى الأصلي.

وقت القراءة المتوقع: 15 دقيقة.

يمكن تحميل الكتاب من موقع كتباتي من هذا الرابط (حقوق الملكية الفكرية على مسؤولية الموقع الذي رفع الملف).

فصول الكتاب

كما يمكن سماع الكتاب على منصة يوتيوب:

مقدمة

الكتب الصعبة والشغف والأفكار الجيدة ليست مهمة.

لم تعد هناك أحداث كبرى تهز العالم.

لقد تبوأ التافهون موقع السلطة.

يرفع التافهون بعضهم البعض حتى يصلوا للسلطة.

التافهون يدعون أنهم براغماتيون مستعدون للتطوير من أنفسهم، لأن التفاهة لا تعني نقص القدرة أو الكفاءة.

عندما يتمكن أي شخص من تشغيل تطبيقات الحاسوب، وملء الاستمارات وترديد عبارات مهمة كـ “المعايير العليا لحوكمة الشركات” و”مقترح قيم” يصبح مستعدا ليكون تافها.

سبب تقسيم العمل لظهور سلطة التفاهة.

أصبح عندنا خبراء فارغون يطلقون خطبا جيدة التوقيت ومتضمنة لشذرات من الحقيقة.

لاحظ ماركس أن رأس المال اختزل العمل لقوة عمل، ثم إلى وحدة قياس، وأخيرا إلى تكلفة.

أصبح الأجر مساويا تقريبا لما يحتاج إليه العمال لإنتاج قوة عملهم، حتى وإن كانوا غير مبالين بالعمل في حد ذاته.

يمكن للعمال إنتاج الطعام في خطوط الإنتاج دون أن يكون فيهم أي طباخ حقيقي، كما يمكنهم إعطاء إرشادات تقنية عبر الهاتف ربما هم أصلا لا يعرفونها.

كان سيلسي شخصا تافها، لكن ذوي المراتب العليا يتأثرون به. لم يكن عالما، لكن له علاقات بالعلماء، لم يكن ذا جدارة، لكنه يعرف ذوي الجدارة. لم يكن حاذقا، لكنه كان ذا لسان يجعله مفهوما وقدمين تحملانه من مكان لآخر.

دي لا برويير

سيليسيو هذا العالم لم يعد أماهم أحد يحاكونه سوى أنفسهم.

آه أيتها التفاهة المنتنة، أيها الشعر النفعي، يا أدب البيادق، أيتها الثرثرة الجمالية، أيها القيء الاقتصادي […] أنني أكرهك.

جوستاف فلوبير

الباحثون التافهون لا يفكرون لأنفسهم لأغراض الترقية المهنية، هو يفوضون قواهم الفكرية إلى السلطات الأعلى تُملي عليهم استراتيجياتهم.

منذ صدور كتاب “مبدأ بيتر” صار يتأكد إقصاء غير التافهين، لكن اليوم أصبحت التفاهة مطلوبة.

أصبح علماء النفس الذين يعملون في كليات التجارة، يعتبرون الكفاءة فائضا من “السيطرة على النفس”.

اعتبرت الباحثة كريستي زو كوفال أن العمال الذين يتحملون متطلبات العمل الصعبة أنهم هم السبب في تعرضهم للاستغلال.

كما اعتبرت أن إتقان هؤلاء العمال لعملهم مشكلة كبيرة تؤثر على تحقيقهم لـ “أهدافهم الشخصية”.

غالبية أكاديميي الجامعات اليوم يعرفون أنفسهم بأنهم خبراء، وهم النموذج المركزي للتفاهة.

وظيفة الخبير هي تحويل الاعتبارات الإيديولوجية والأفكار الصوفية إلى عناصر معرفية ذات مظهر بريء.

كتاب نظام التفاهة

الفصل الأول: المعرفة والخبرة

الخبراء يتخصصون في مجالات معرفية فرعية متناهية الصغر فاقدون للتفكير النقدي مهوسون بالتطور الوظيفي، موالون للشبكة الاجتماعية مع الزملاء التي تشبه القبائل.

في المؤسسات ليس هناك ما يهم إلا المنظمة، والتكنلوجيا والترقيات الشخصية ونظم المعلومات.

أصبحت الجامعات خاضعة للشركات التي تمولها.

الجامعات تبيع الطلبة المستهلكين للتدريس والشهادات للشركات ومراكز البحث.

الاقتصادي الحقيقي سيكشف لشركته عيوبها، لكن الاقتصادي التافه سيحاول إرضاء مدرائه.

الجامعة ما عادت تبيع نتائج أبحثاها، بل علامته التجارية التي تختم الأبحاث والتقارير.

تستغل جماعا الضغط واللوبيات إلى أخذ مقاربات كبيرة لاختيار الجامعات والباحثين الذين يمولونهم.

في سويسرا، تحول مدرسة لوزان للعلوم التقنية، إلى المعهد السويسري للتكنلوجيا في لوزان، ثم انتشرت فيه مجموعة من التخصصات الغريبة باسم الابتكار والتميز والإنتاجية. وكل هذه التخصصات تخدم جهات الأعمال.

جيل جانيه: إذا اخترعت طريقة لصنع طماطم مربعة واشترت الفكرة شركة تعتقد أنها ملائمة لشطيرة مربعة، فأنا لم أساهم في العلم، بل ساهمت فقط في تعليم الشخص الذي سيعمل على الشطائر المربعة في الشركة التي مولت البحث.

بعد مكافأة مرتزقة الكلمة على جبنهم، يصبحون أكثر شراسة ويحاولون رد الجميل لشركائهم التجاريين.

يكون الأكاديميون مشوشين بالكامل، ووحده المال يضفي على سياساتهم بعض الاتساق.

الباحث الذكي يعرف كيف يختار أسلوب كتابة بحثه ليبدو كلامه علميا: فلا يقول نقود، بل يقول عملة، ولا يناقش الطبقات الاجتماعية إنما الفئات الاجتماعية.

يجب أن يتظاهر الباحث بالحياد الأخلاقي عبر استعمال مصطلحات “نزيهة” مثل: تصرفات مريبة أو حوكمة سيئة.

النبرة المعيارية في البحوث العلمية تجعل الطلبة يعيدون تعلم كيف يكتبون بعد تركهم مقاعد الدراسة.

كريستين جودسي: الأكاديميون مسؤولون عن إنتاج بعض من أكثر النثر بلادة وعدم قابلية للفهم في اللغة الإنجليزية.

طريقة الكتابة الأكاديمية تضمن أن أحدا لن يستطيع الجزم ما إذا كانت أفكارا مبهرة أم سيئة أو حتى تافهة.

يعتمد الباحثون على عروض باوربوينت للهروب إلى الرموز المبهمة والتعميم.

مقارنة سوبرمان بالأكاديميين

اعتبر الأستاذ مارشال ماكلوهان أن سوبرمان هو رمز للأكاديمي في القرن العشرين، فهو شخص يبدو مثيرا للشفقة ويتخلى عن مسؤولية التفكير.

يختزل سوبرمان العدالة في القوة، ويدعي امتلاكه للمعرفة الخالصة لكل شيء دون تعلم.

ينفد صبر سوبرمان من الحياة المتحضرة ويلجأ للحلول العنيفة.

سوبرمان رمز لفشل الحياة المدنية ويمثل الهزيمة النفسية للإنسان التكنلوجي.

بلغ بالجدب الأخلاقي للأكاديميين أنهم لا يهتمون سوى بحجم تمويل أبحاثهم ومختبراتهم ومؤسساتهم.

كلما كان الرجل أكثر صغرا ولؤما اشتهى أن تكون له قوة سوبرمان.

طلبة الدكتوراه

طلبة الدراسات العليا يتم استغلالهم من أساتذتهم الذين يحتاجون لمصادر خارجية لأعمالهم.

يكتب طلبة الدكتوراه جانبا كبيرا من أبحاث الأساتذة.

الظروف الموضوعية لسوق العمل تغيرت وأصبحت البطالة تطال الدكاترة الجدد.

يعمل 40% من الدكاترة الجدد دون تأمين صحي أو عقود طويلة المدى.

في فرنسا، معدل البطالة في أوساط الدكاترة أكثر منه في أوساط حملة الماجستير.

32% من الدكاترة الذين يعملون لا يعملون في مجالات تهتم باختصاصاتهم البحثية.

الكاتب العاطل عن العمل

كلمة بطالة في اللغة الفرنسية كانت تُعتبر حالة نشطة منذ استعملها الكاتب السويسري دينيس دي روجيمونت.

يُعتبر المثقف عاطلا عن العمل عندما لا يجد وظيفة ثابتة تؤمن له حاجاته الأساسية.

بالنسبة لغير المثقفين، المثقف هو شخص يمر بالقرى ليعطي محادثات، وهو على الأكثر متحدث جيد.

اليوم الأساتذة والمساعدون في الجامعات مثل العاطل عن العمل سابقا فهم دون ثروة حقيقية أو مجد.

الفصل الثاني: التجار والتمويل

السوق يعمل دون تدخل من العقل البشري.

يتم تحريك السوق عبر خوارزميات تقوم بعملياتها بدقة النانو ثانية (1 على مليار الثانية).

تطورت خوارزميات إدارة السوق المالية (البورصة) بطريقة أسرع من أن يفهمها البشر.

السوق لم يعد خاضعا للمعلومات الاجتماعية.

تلعب الآلات بمدخرات الأفراد ذوي الدخل المحدود والديون الوطنية وقيمة العملات.

السوق الآن ليست سوى مسرح واسع لعمليات لا يسع المحاسبين البشريين فهم أي شيء فيها.

كارب

70% من الصفقات في الولايات المتحدة و 40% منها في الاتحاد الأوروبي تمر عبر هذه الآلات.

قامت برمجيات تجريبية بالدخول فعلا لنظام بورصة نيويورك واشترك أسهما بسعر مرتفع وباعتها بسرع منخفظ الأمر الذي سبب خسارة جبارة بقيمة 180 ألف دولار في الثانية ولمدة 45 دقيقة لتكون نتيجة الخسارة الكلية أكثر من نصف مليار دولار، دون أن يعرف أحد السبب.

المتداولون في البورصة يسمون برامجهم أسماء عدائية كـ قاحل وجبل الجليد وصقر الليل ونينجا وسمك القرش الخ.

لكنهم لا يعرفون فعلا ماذا تفعل هذه البرمجيات.

الهدف الواضح لهذه البرمجيات أنها تحاول تحديد قيمة السهم عبر خداع بعضها البعض والقيام بمناوروات لتشتيت الانتباه.

الاقتصاد العالمي أصبح لا يمكن ترجمته إلى كلمات.

الاقتصاد الغبي

أصبحت أدنى مستويات تحليل الاقتصاد عسيرة على الفهم.

عندما نتكلم عن مبالغ مالية طائلة تؤثر مباشرة في الناتج المحلي الخام وخلق الوظائف، يصبح المال سببا لمنع التفكير.

“إنه الاقتصاد أيها الغبي”.

بيل كلينتون

عام 2012، قامت شركة بومباردييه بتوقيع عقد قيمته 3 مليار دولار لإنتاج 56 طائرة نفاثة تؤجر للأثرياء، وتحتوي كل طائرة على 10 مقاعد فقط.

عند حدوث أزمات اقتصادية عالمية، مثل أزمة 2008، تقوم الحكومات بضخ أموال خيالية للشركات الكبرى التي يملكها الأثرياء.

وفي أيام الرخاء، تدعوا الحكومات الشعوب للتقشف وتزيد عليهم الضرائب.

النظام المالي العالمي يخدم مصالح الأثرياء والشركات الكبرى رغم أنهم لا يتأثرون بالأزمات الاقتصادية.

كل مكان في العالم يحتوي على طبقة تملك طائرات خاصة باهضة الثمن مرتبطة بالضرورة بـ :

  • الفساد السياسي نهب الأموال العامة
  • الاستغلال البشع للثروات

وغيرها من الأنشطة المشبوهة التي تُشبه الجريمة المنظمة.

الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم التي يملك مواطنوها طائرات خاصة بعدد 12,717 طائرة نفاثة.

بينما يملك المواطنون في المكسيك 950 طائرة وفي البرازيل 786 طائرة.

في نفس الوقت كانت أكثر دول تحقق نسب نمو خرافية، تتبع نظاما بلوتوكراسيا (النظام البلوتوقراطي أو البلوتوقراطية هو نظام يحكمه الأثرياء).

نسب النمو البلوتوكراسيات بين 2006 و 2016 :

  • بيلاروسيا / روسيا البيضاء: 1200%
  • كازاخستان: 600%
  • جزيرة مان: 667%

في فرنسا، وبين الـ 1789 و الـ 1848 عرف المواطنون البسطاء أنهم هم مصدر ثروات أصحاب العربات المطلية بالذهب الخالص.

لكن المجتمعات اليوم غير قادرة على معرفة أن الأثرياء أصحاب الثراء الفاحش هم مجرد نخب لأرستقراطية جديدة.

نظرية التقاطر للأسفل – Trickle-down Theory

[كلمة نظرية لا تنطبق على مثل هذه المصطلحات، لأن النظرية تعني نموذجا مقترحا لشرح ظاهرة أو ظواهر معينة بإمكانه التنبؤ بأحداث مستقبلية ويمكن نقده. لذلك سنستعمل في مصطلح نظرية الذي اعتمده المترجم، لكن المعنى الصحيح هو “فرضية” بسبب الالتباس بين كلمتي فرضية ونظرية].

تعتمد نظرية التقاطر للأسفل في الاقتصاد على فكرة طفولية تتمثل في كون الطبقات الثرية ستعطي أموالها الفائضة عن حاجتها للطبقة التي تحتها.

هذا التصور الطفولي يجعل حكومات مثل حكومة الولايات المتحدة تقوم بضخ المليارات من الدولارات لأصحاب الشركات الكبرى على أمل أن يجد المشردون في الشوارع وظائف جديدة.

تم تحدي نظرية التقاطر للأسفل من كل جانب، لكن “الخبراء” و”الأكاديميين” مازالوا يتبنونها.

“إنتاج طائرات الرفاهية هو إساءة استخدام للذكاء من أجل تحقيق أغراض تافهة”.

ألان دونو.

المهندس المتخصص في تصميم طائرة الرفهاية يعمل على ملئ الطائرة بكل عناصر التميز الاجتماعي دون تعريض حياة الناس للخطر.

لذلك يصمم أحواض استحمام وغرف طعام وغرف لعب لن يستفيد منها إلا عدد قليل جدا من الأشخاص ذوي الحضوة.

النظام الأوليغارشي ( يعني Oligarchy حكم الأقلية أو النظام السياسي المغلق الذي لا يستطيع الناس العاديون الدخول له).

النظام الأوليغارشي مكن أشخاصا مدفوعين بجنون الإنفاق أو مدفوعين بالتعطش للتميز الاجتماعي لشراء طائرات خاصة.

يبرر بعض “الخبراء” أن امتلاك طائرة خاصة أمر ضروري للأشخاص الذين يؤثرون في مستقبل الكوكب ويعتبرونه استثمارا لإدارة المخاطر.

كل طائرة خاصة تكلف بين 1.2 و 1.5 مليون دولار (أو 500 ساعة من الاستخدام).

يحتاج الأوليغارشيون للشعور أن كل شيء مسخر لخدمة إرادتهم وأن يجتمعوا فورا بكل شخص يحتاجون أن يجتمعوا معه.

يقوم الأوليغارشيون بالتخطيط والنظر للمجتمعات البائسة من ناطحات السحاب فوق الغيوم أو من طائراتهم الخاصة.

ثم ينفذ الأوليغارشيون مراهناتهم على تحويل الطعام لعقود آجلة وجعل قروض العائلات المعسرة ديونا معززة بضمانات عالية المخاطرة.

ثم يحقق الأوليغارشيون ثروات جديدة عندما ينهار كل شيء.

تختار الشركات الصغيرة خدمة الأوليغارشية والاستفادة من بعض الملاليم التي تلقيها لهم مقابل أن يغلقوا أعينهم عن ثرائهم الفاحش.

أصبحت الأوليغارشية طبقة متفوقة وتتعدا نظام الطبقات الاجتماعية ذاته.

الاقتصاد الجشع

فقد المال معناه الحقيقي، وتحول من محفز للعمل والنشاط الاجتماعي إلى وسيلة للاستبداد.

توجد 15 دولة، غرب ووسط إفريقيا تستعمل الفرنك CFA، هذه البلدان كانت مستعمرات فرنسية.

مكنت العملة فرنسا من إدارة أعمالها في إفريقيا حتى بعد قدوم عملة اليورو التي انتشرت في أوروبا.

قيمة كل فرنك CFA هي قيمة ثابتة من اليورو بهدف مواصلة نفس السياسات الاستعمارية السابقة.

هذا الفرنك أصبح من المخلفات الاستعمارية التي تخدم رجال الأعمال والسياسيين الفاسدين في إفريقيا.

بقاء عملة الفرنك وسيلة للسيطرة على الاستثمارات، وطريقة لنهب موارد القارة السمراء.

في إفريقيا، رأس المال النقدي المرتبط بالفرنك يظهر بطريقة سحرية دون الحاجة لأي خدمة أو عمل.

كلمة تنمية كلمة إيديولوجية تعني أن على القارة الإفريقية اللحاق بالغرب.

يتم نهب ثروات إفريقيا مقابل عملة استعمارية لا تساوي شيئا في الحقيقة.

فرضت إسرائيل حضر تجول على الفلسطينيين بهدف بمصادرة 18 بقرة حلوب تزود القرويين بالحليب.

يوجد طفيليون في المؤسسات العامة كالجمارك والإعلام والموظفين والأمن يحاولون البحث عن أي وسيلة لكسب بعض المال الإضافي.

تجربة إطلاق مشروع

قام متدرب غربي في دولة التوغو بمحاولة إطلاق مشروع، لكنه فشل.

لاحظ المتدرب أن كل الناس الذين يتعامل معهم في المشروع يطلبون المال.

كان السبب وراء انحيازهم للاعتماد على الغير، أن الاعتماد على النفس يسبب الكثير من المشكلات الهامشية الصغيرة التي لا تنتهي.

لا يمكن القضاء على ثقافة الاعتماد على الصدقات من خلال التركيز على مجموعات صغيرة في مجتمع كبير يعيش على الصدقات.

يتم القضاء على هذه الحالة من الاتكال عبر دمج المجتمع ككل.

الجمهوريات الإفريقية ذات النمط الفرنسي French-Style Republics (الفرنكوفونية) هو إهانة لتاريخ الدول الإفريقية وامتداد للتاريخ الاستعماري.

التقارير العالمية توثق خروج أكثر من 50 مليار دولار من القارة الإفريقية خلال السنوات الخمسين الماضية.

هذه المبالغ التي تخرج عبر قنوات إجرامية وغير قانونية أكثر بكثير من قيمة صناديق الدعم التي تُقدم للأفارقة.

نهب مُسير عن بُعد

لا يعرف الأفارقة لمن يشتكون، خاصة أن حكوماتهم متواطئة في هذا الفساد.

المنظمات غير الحكومية في هايتي تُشبه لحد كبير قوة احتلال سياسي.

تفرض المنظمات غير الربحية كل ما تراه مناسبا لمصالحها بفضل قواها المنتشرة في كل مكان.

لا يعرف الأفارقة من يتحمل المسؤولية بفضل سياسات الحوكمة التي توزع السيطرة بطريقة متشعبة.

منذ زلال 2010، أصبحت المساعدات الإنسانية مبررا لحكم غامض يحكم البلاد بدل مؤسسات الدولة.

فقدت الدولة كل سلطتها وأصبحت منظمات الإغاثة ومؤسسات إعادة الإعمار هي الطرف الحاكم في هايتي.

أصبحت المساعدات الإنسانية وسيلة لإخضاع واحد من أفقر الشعوب لنموذج اقتصادي استغلالي.

منذ 16 يناير 2010، أصبحت هايتي حرفيا تحت وصاية استعمارية.

تم تحديد مجال عمل الحكومة لتقتصر على الشكليات والبروتوكولات حتى أن رئيس وزراء هايتي لم يتم إشراكه في رئاسة لجنة إعادة الإعمار.

لجنة إعادة إعمار

تستطيع لجنة إعادة إعمار هايتي إمضاء العقود ومنح الأراضي وتشغيل التراخيص ومنح الموافقات على الاستثمار ووضع المشاريع دون أي مساءلة.

قامت لجنة إعادة الإعمار برصف بعض الطرق وبناء بعض المكتبات والعيادات، لكن النتيجة كانت غائبة.

بقيت مستويات الأمية كما كانت من قبل، وتواصل مشاكل الصرف الصحي وأصبحت الفوضى مركزا للسلطة.

كانت هايتي مجرد فقاعة إنسانية تساوي 10 مليار دولار.

كانت المنظمات الإنسانية تبحث عن الرعاة لإزالة حطام المباني لأن هذا الجزء لم يكن مغريا من وجهة نظر إعلانية.

بينما كان بناء مدرسة كيفما اتفق ثم ملؤها بالأطفال السعداء أمر مربح ويسمح بالتقاط صور جميلة وجمع تبرعات كبيرة.

تدريجيا تحولت صور الأطفال السعداء إلى مشاريع لتعدين المعادن واستخراج الذهب.

كان اللصوص الذين يلبسون البدلات يستعملون كلمات كبيرة مثل “التنمية” و”التعاون” و”الصداقة” لنهب البلاد.

سبب مشروع تعدين الذهب في هايتي لاستنزاف الموارد المائية للبلاد وتهديد الشعب بالعطش مقابل استفادة المستثمرين بـ 20 مليار دولار.

نتائج المشروع

مشروع التعدين كان مشروع مربحا للمستثمرين لكنه كارثي بالنسبة للشعب الهايتي:

  • يتوقف الفلاحون عن غراسة الأرض للعمل في المناجم.
  • بسبب التلوث، تصبح المستوصفات غير قادرة على تأمين خدمات صحية كافية.
  • البغاء هو القطاع الوحيد الذي يشهد نموا.
  • يستفيد الزعماء المحليون برشاوى أكثر من أي ضريبة دفعها المستثمرون.
  • على الحكومة توفير نفقات صيانة شبكة الطرق وجودة الماء والكهرباء والنظام القضائي.
  • لا تربح الحكومة من مشروع التعدين إلا بعض الفتات.

من سخرية القدر، أن شركة خاصة اقترحت تنظيف النهر من التلوث الحاصل بسبب المنجم، لكن على الحكومة دفع التكاليف عبر اقتطاع نسبة مشطة من مداخيلها الضئيلة.

نقابات العمل ضد الرفاق العالميين

الأصل في النقابات هو الدفاع عن حقوق العمال.

أصبحت النقابات، في ظل النظام فائق الليبرالية، في صف رأس المال.

أصبح النقابيون يطلبون من العمال العمل لساعات إضافية إلزامية غير مدفوعة.

رب العمل -مثل أي أوليغارشية- يقوم بتشكيل أوضاع العمل البائسة للتابعين الذين يربط نفسه بهم خطابيا فقط.

أصبحت الهند بعد تبنيها للانفتاح على الأعمال التجارية واحدة من أكثر البلدان ذات اليد العاملة الرخيصة.

الإنجاز الوحيد للنقابات العمالية هو التوحيد بين أجور الرجال والنساء.

فقدت الحركات العمالية الرؤية بشأن أي اتجاه استراتيجي.

الفصل الثالث: الثقافة والحضارة

يوجد اقتصادان: اقتصاد روحاني متأصل في البشر واقتصاد مادي يتكون من الصفقات التجارية والشغف المحاسبي والتشريعات.

الصنف الثاني من الاقتصاد يسبب تآكل الصنف الأول.

الاقتصاد الروحاني يجعل النظام العصبي هادئا عبر:

  • إشباع حاجة
  • إطلاق العنان لحافز
  • التنفيس عن ضغط

كل هذه الأفعال أفعال تحرير يتبعها سرور.

إن الثراء يطلق العنان لسلوكيات دنيئة لا يشفع لها إلا أبهة الثراء.

عندما يتركز المال عند شخص واحد يحطم كل القيم.

تمول النقود صنفا هاما من الكبت: البقاء صامتا.

“اخرس أنا أدفع لك”

الأمر الضمني الذي يأتي مع الراتب الأول.

يشتري المال الصمت، ويُطلب من الموظفين الالتزام بالسرية المهنية كالطب والقانون والسياسة.

دراسة حالة:

  1. إحدى الحكومات الألمانية يعاني موظفوها من الأرق بصفة كبيرة.
  2. تم إجراء دراسة عليهم.
  3. اكتشف الباحثون أن الموظفين يعانون عذابا سيكولوجيا.
  4. سبب العذاب هو الفرق بين ما يعرفون وبين ما يُسمح لهم بقوله.

فكرة مجنونة تقول أن “الزبون دوما على حق”.

يُنكر الأثرياء العنف، لكنهم يمارسونه والفقراء يكبتونه ويسلمون أنفسهم له.

“جميع الطيور الجارحة هنا: المدراء وزوجات المدراء، بارونات المال، ملوك البيتزا المثلجة، أعضاء عصابات العقار، جميع عصابة المحسنين البشرية.”

مشهد من فيلم زمن المهرجين.

في وسائل الإعلام يسأل الإعلاميون المشاهير عن آرائهم في مواضيع ليست من اختصاصهم لدعم ثقافة الهيمنة.

لا يوجد اعتبار للفنان، بل اعتبار للمشهور أو الثري.

[لا يهم من صمم الفستان، بل المهم من اشتراه ولبسه وكم دفع ثمنه].

“كلما أُنقع الفن في الحياة اليومية وفي الاقتصاد، قلت حمولته من القيم الروحية”

جيل ليبوفيتسكي وجان سيروي – إضفاء الجمال على العالم

نظرة كارتونية للعالم

الحاويات التي تحمل السلع على السفن حول العالم تحمل معها مآسي بشرية لا تنتهي لكن لا أحد يريد سماعها.

تعمل الحاويات لصالح شركات استيراد مسجلة في جنان ضريبية تعرف معاني الأخذ ولا تعرف أي معنى للعطاء.

تُنقل الحاويات بواسطة سفن شحن مسجلة في موانئ المناطق الحرة وتمارس عملها عبر استغلال العمال.

الدمى والكراسي البلاستيكية وفصوص الثوم هي أعراض مرَضية لمواضيع لا نحب أن نتكلم عنها في الصناعة.

مازال العمال اليوم يُستغلون كما في القرن التاسع عشر.

الحاويات تظهر ما يدور وراء كواليس الوثنية السلعية ووهم سلاسل التوريد.

عام 2005، كان هناك أكثر من 10 ملايين حاوية مهجورة في الموانئ الأمريكية.

بعض المستثمرين حاولوا تحويل تلك الحاويات لمنازل أو سجون محتملة.

الفصل الرابع: ثورة – إنهاء ما يضر بالصالح العام

الثوريون لا يصبحون ثوريين لأنهم يحبون الأزمات والكوارث، لكن لأنهم يخشون الأزمة أو الكارثة.

لقد وصلنا إلى النقطة التي صار يجب أن:

  • يتوقف دمار النظام البيئي.
  • يتوقف استخراج الموارد الطبيعية المستغل للبشر.

“يحدث الفساد عندما يتغير الشيء بشكل عميق حتى لا يعود من الممكن التعرف إلى طبيعته”

أرسطو

عندما تصبح البذرة سنبلة فإنها قد فسدت، وتبقى فاسدة حتى تُنتج شيئا آخر (القمح).

حسب فرضية أرسطو، فإن الفساد يلاعب نفسه بنفسه.

لا يمكن للفساد أن يكون أبديا.

عبر التحول الراديكالي، يصل الفساد لنهايته.

لا يمكن القول أن الفساد يهدد الديمقراطية، بل يجب القول أن مبدأ الديمقراطية أصبح فاسدا.

أصبح النظام الجديد هو الحوكمة.

تصبح الجامعة الفاسدة مؤسسة تبيع الخبرة.

ويصبح الاقتصاد الفاسد أوليجارشية مالية.

المؤسسات القضائية الفاسدة تؤدي إلى قيام جهات متخصصة في تسوية النزاعات.

للمزيد من الملخصات يمكنكم زيارة هذا الرابط.