هل تسبب اللقاحات التوحد ؟ القصة الكاملة وراء أكبر عملية تحيل طبي في التاريخ المعاصر

هل تسبب اللقاحات التوحد ؟ هذا التقرير هو جمع لأهم الملابسات التي حامت حول بحث علمي يُزعم أنه دليل على وجود علاقة بين التلاقيح ومرض التوحد.

كل البيانات مذكورة بالمصادر وهي منشورة في أكثر من تقرير لكن أكثرها شمولا موجودة في العمل الاستقصائي لـ بريان دير.

وقت القراءة المتوقع: 15 دقيقة.

أ. البحث الوحيد حول إمكانية وجود علاقة بين التلقيح والتوحد:

يوجد دليل واحد فقط ويستعمله المؤمنون بوجود علاقة بين التلاقيح والتوحد في كل حواراتهم “العلمية” وهو دراسة مثيرة للجدل. 

البحث الوحيد

عام 1998، صدرت دراسة تربط بين لقاح الـ MMR والتوحد في مجلة ذا لانسيت الطبية.

الـ MMR : هو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية

مجلة ذا لانسيت : مجلة دورية علمية مشهورة تنشر الورقات البحثية المتخصصة ولها مصداقية وموثوقية عالية.

رابط الدراسة : https://www.thelancet.com/pdfs/journals/lancet/PIIS0140-6736(97)11096-0.pdf

ترجمة اسم البحث: تضخم العقيد اللمفاوي اللفائفي والتهاب القولون غير النوعي واضطراب النمو المنتشر لدى الأطفال.

تم التراجع عن الورقات البحثية في المجلة العلمية لأن البحث كان غير علمي بالمرة.

انظر إلى رابط الدراسة أعلاه وستجد RETRACTED مكتوبة بالأحمر على كل صفحات البحث (يعني تم التراجع عنها).

منذ 25 عاما، بقي هذا الدليل الوحيد المنشور في مجلة علمية وقام به مجموعة من الباحثين على رأسهم أندرو ويكفيلد.

الدليل الوحيد تم التراجع عنه.

أندرو ويكفيلد : طبيب بريطاني سابق (تم تجريده من صفته ومقاضاته بسبب تزوير نتائج البحث والتلاعب بالبيانات) وهو بالنسبة للكثيرين الأب الروحي للحركة المناهضة للتلاقيح حول العالم.

أندرو ويكفيلد - Andrew Wakefield

أندرو ويكفيلد – Andrew Wakefield

نتيجة البحث

خلاصة البحث مكتوبة حرفيا هكذا: ❞حسب الأباء، ارتبط ظهور الأعراض السلوكية بالتطعيم❝.

هذه نتيجة البحث النهائية هي “وجهة نظر” أهل الأطفال الذين تمت دراستهم.

النص الأصلي: 

Findings Onset of behavioural symptoms was associated, by the parents, with measles, mumps, and rubella vaccination in eight of the 12 children, with measles infection in one child, and otitis media in another.

الدراسة حرفيا جمعت وجهات نظر الأمهات والآباء غير المتخصصين لمحاولة إيجاد علاقة بين التلقيح والتهاب القولون أو التوحد، لكن للأسف غير المتخصصين يعتبرون هذه الورقات البحثية دليلا على وجود خلفية علمية للبحث.

تفاصيل محرجة

في الصفحة الثالثة يوجد جدول فيه 12 حالة هم الأطفال الذين تدور حولهم الدراسة.

في العمود الثالث تم جمع رأي الأطباء والوالدين (Exposure identified by parents or doctor) لاتهام اللقاح في تسبيب الأعراض الموجودة في العمود الثاني.

 يعني أصبح رأي الوالدين تماما مثل رأي الأطباء المتخصصين.

وفي 6 حالات من أصل 12 حالة اتهم الوالدان التطعيم واعتبروه سبب إصابة الطفل بالتوحد.

قال والدا حالتين من الحالات الستة أن الطفل أصيب التوحد بعد 24 ساعة من تلقي التلقيح، بينما قال آخرون أن أعراض التوحد ظهرت عليهم بعد 48 ساعة وأسبوع وأسبوعين.

هؤلاء الأولياء غير المتخصصين في اكتشاف أعراض التوحد، اعتقدوا أن هناك علاقة بين تلقي التطعيم (الذي حصل عليه مليارات الأطفال حول العالم) وبين ظهور علامات التوحد.

ملاحظة: التزامن لا يعني السببية فصياح الديك ليس سببا لشروق الشمس، وزيادة مبيعات المشروبات الغازية الباردة ليست سببا في زيادة الجرائم كل صيف.

اختراع مرض جديد!

آخر فقرة في الورقات تحتوي على تصور غريب يربط بين التهابات القولون (التي قد تسبب خللا عصبيا ونفسيا حسب زعم الباحث) ويعيد التلميح للتزامن بين هذه الأعراض واللقاح. 

أندرو ويكفيلد حرفيا “اكتشف” مرضا جديدا (متلازمة جديدة) واعتبر أن التلقيح هو سبب لهذا المرض. فإذا كان الطفل -حسب تصور الطبيب المُجرد من صفته- مصابا بالتهاب في القولون ثم يتلقى التلقيح يصبح معرضا للإصابة بالتوحد.

الفقرة الأخيرة حرفيا :

We have identified a chronic enterocolitis in children that may be related to neuropsychiatric dysfunction. In most cases, onset of symptoms was after measles, mumps, and rubella immunisation. Further investigations are needed to examine this syndrome and its possible relation to this vaccine.

طبيب آخر دون ترخيص

استشهد أندرو بدراسة تجريبية نشرها هيرمان هيو فودنبرغ نشره عام 1996، في مجلة اسمها “Biotherapy”، وزعم أنه اكتشف دواء قد يعالج التوحد.

هيرمان هيو فودنبرغ طبيب سابق ألغي ترخيصه الطبي عام 1995 بسبب ارتكابه “سلوك شائن أو غير أخلاقي أو غير مهني”. 

هيرمان هيو فودنبرغ - H. Hugh Fudenberg

هيرمان هيو فودنبرغ – H. Hugh Fudenberg (الصورة ملتقطة من الفيديو الأصلي لأنه لا توجد صور مناسبة لـ فودنبرغ)

تم إغلاق مجلة Biotherapy لأنها تنشر أبحاث غير مناسبة ودون تحكيم أو مراجعة أقران.

عندما نشر فودنبرغ بحثه في Biotherapy كان رسميا مُجردا من لقبه كـ طبيب.

رابط الدراسة : 

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/8993773/

تمت محاكمة فودنبرغ بسبب سرقته لمواد كيميائية خاضعة للرقابة (مخدرات) للاستعمال الشخصي وقيامه بأنشطة غير أخلاقية في مجال الطب وتمكين ممرضاته من الإمضاء مكانه على الوصفات الطبية.

رابط القضية :

https://quackwatch.org/cases/board/med/fudenberg/1995order/

بعد عام واحد من اعترافه بما نُسب إليه من قضايا وتجريده من لقبه كطبيب، أعلن فودنبرغ عن اكتشافه لما قد يكون دواء للتوحد.

تحذير مع البحث

بالعودة لبحث أندرو ويكفيلد المنشور عام 1998، قامت مجلة ذا لانسيت بعد نشر البحث مباشرة بنشر تحذير للتأكيد على قيمة التلقيح والمخاطر المحتملة لبحث أندرو ويكفيلد إذا تمت قراءته من غير المتخصصين.

أشار التحذير إلى:

1. مئات الملايين من الأطفال (المليارات اليوم) تلقوا التلاقيح ولم يصابوا بالتوحد.

2. مرض التوحد كان معروفا حتى قبل أن يصبح اللقاح متوفرا لجميع الأطفال.

3. المتلازمة التي يزعم ويكفيلد اكتشافها غير موصوفة بطريقة علمية دقيقة.

4. لم يستطع الباحثون إعادة الحصول على نفس النتائج بأدوات أكثر دقة.

5. تُعطى التلاقيح لـ 600 ألف طفل في المملكة المتحدة سنويا خلال سن الثانية، وهو العمر الذي تظهر فيه علامات التوحد للمصابين بها من الأطفال. فالطفل قبل عمر الثانية لا يمكن أن نعرف مقداره مهاراته الإدراكية.

6. بحث ويكفيلد ليس خاصا بالذين تلقوا التلقيح، بل فقط بالمصابين بالتوحد والذين حصلوا على تلقيح وهذا تحيز غير علمي.

7. هناك عدة أسباب علمية ومنهجية للشك في اكتشاف ويكفيلد وزملائه خاصة أن اختيار العينات لم يكن عشوائيا وحجم الشريحة المدروسة صغير جدا.

رابط تحذير لانسيت الكامل (قد تحتاج للتسجيل للوصول للتحذير والتسجيل مجاني) : 

https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(05)78423-3/fulltext

دعوة لتقسيم التلقيح

بعد نشر الورقات البحثية، خرج ويكفيلد للإعلام مطالبا بتقسيم اللقاح على 3 جرعات.

الورقات البحثية لم تُثبت شيئا. بل تلقت اعتراضات علمية كبيرة حتى من المجلة العلمية التي نشرتها.

في ورقاته، قال ويكفيلد في الخلاصة أنه “ربما” توجد علاقة بين التلقيح والتوحد بناء على شهادات 6 آباء غير متمكنين من أساسيات البحث العلمي أو الطبي. 

خرج ويكفيلد للصحافة والإعلام زاعما أنه يخاف على الأطفال ويجب تقسيم اللقاح على ثلاثة جرعات، حسب رأيه لكنه لم يقل أن فكرة التلقيح أصلا سيئة أو ضارة!

أحد مقاطع الفيديو للقاء ويكفيلد والتي ذكر فيها أنه أراد تقسيم التلقيح لثلاثة جرعات، لكنه ليس ضد التلاقيح أو التطعيمات: 

إعلام غير فعال

تناول الإعلام تصريحات ويكفيلد بطرق عشوائية، وأصبحت الورقات البحثية التي نشرها دليلا على أن الحكومة تضع حياة ملايين الأطفال على المحك بسبب التلقيح.

أصبحت الورقات السخيفة التي نشرها ويكفيلد منارة للمؤمنين بنظريات المؤامرة ووسيلة لاستقطاب القراء في الجرائد وحتى المشاهدين في التلفزات المحلية البريطانية.

أغلب الناس في تلك الفترة لم يقرؤوا أصلا الورقات البحثية ولم يهتموا بتحذير المجلة التي نشرتها لأنهم يستمتعون بالشعور بكونهم ضحايا وأن الحكومة أو بعض الشركات الشريرة تريد تهديد سلامتهم.

الصحفيون -الذين ينتظرون بلهفة أي خبر مثير للاهتمام- وجدوا في بحث ويكفيلد مادة دسمة لإظهار مقدار حبهم للأطفال وخوفهم على صحتهم من المرض.

لم يتم تناول قيمة البحث العلمية أو الأدلة التي طرحها ويكفيلد، بل ركزت وجود “طبيب” نبه إلى إمكانية وجود علاقة بين أمراض القولون والتلقيح الأمر الذي قد يسبب التوحد.

وبالتأكيد كانت عناوين الصحف مثيرة للقلق كـ “هل يسبب التلقيح التوحد؟” و”ماهي مخاطر التلقيح”. 

بعد انتشار المغالطة والخوف في المجتمع البريطاني، ظهرت عشرات العائلات التي تتهم الحكومة والتلاقيح بكونها سبب إصابة أبنائهم بالتوحد.

كل هذه الأحداث جعلت معدلات التلقيح في بريطانيا تنخفض من أكثر من 90% لأدنى مستويات الـ 80% وعودة وباء الحصبة في المملكة المتحدة.

انظر مقالة كنت حاضرا عندما ألقى ويكفيلد قنبلته :

https://www.independent.co.uk/life-style/health-and-families/health-news/i-was-there-when-wakefield-dropped-his-bombshell-1882548.html

تفسير ويكفيلد “العلمي” لحالات التوحد هو: دخول اللقاح على جسم الطفل، وتفاعله مع التهابات القولون الأمر الذي يحول كل طعام يتناوله الطفل إلى مادة تشبه المورفين الأمر الذي يسبب التوحد!

هذا حرفيا ما قاله ويكفيلد في لقاءاته التلفزية وما لمح له في بحثه، معتبرا أن لقاح الحصبة آمن رغم أنه لم يقدم أي دليل على اهتمامه للجرعة الثلاثية.

ب. الدوافع الحقيقية للبحث

في ما يلي الأسباب الحقيقية المثبتة قضائيا وبالمصادر للدوافع الحقيقية وراء هذا البحث الذي لا يستحق أن يُسمى كذلك.

1. مشروع استثماري

قبل عام من نشر بحثه، قام ويكفيلد مع فودنبرغ بتحضير سجل تجاري (Patent) للقاح منافس للقاح الثلاثي الشهير.

السجل التجاري لا يعني فعلا أن هناك اختراعا ما، بل كان على ما يبدو مجرد بداية لمشروع يهدف لبيع تلاقيح تنافس التلاقيح المجربة والمثبتة علميا.

رابط السجل التجاري : 

https://patents.google.com/patent/GB2341551A

أصدر ويكفيلد أيضا سجلا تجاريا لإصدار دواء يزعم أنه قادر على علاج التهابات القولون والتوحد في نفس الوقت!

2. بيع التلاقيح الجديدة

الهدف الأول من البحث هو التسويق للقاحات وأدوية حضرها طبيبان سابقان ممنوعان من ممارسة الطب.

فودنبرغ يعتقد أنه يستطيع علاج التوحد عبر عقار طوره شخصيا دون أي أبحاث أو تجارب سريرية حقيقية!

شاهد تقرير الصحفي الاستقصائي بريان دير حول ادعاءات فودنبرغ غير العلمية والتي لم يستطع إثباتها حتى وفاته عام 2014.

الصحفي بريان دير - Brian Deer

الصحفي بريان دير – Brian Deer

التقرير الصحفي كاملا:

بهذا أصبح الهدف الأول لـ ويكفيلد جمع التبرعات من المستثمرين لدعم لقاح جديد ينافس اللقاح الذي يدعي أنه يُسبب التوحد.

3. بيع أدوات الكشف على مرض التوحد 

وعد ويكفيلد المستثمرين بتصميم أداة للكشف عن المرض وبيعها للمستشفيات والأشخاص.

كان المستثمرون يتوقعون تحقيق مرابيح بقيمة 28 مليون باوند سنويا، عبر تصميم أداة للكشف المبكر على مرض التوحد وتخويف الناس من التلقيح والتسويق للقاح جديد.

انظر هذا الرابط : 

https://www.bmj.com/press-releases/2012/06/26/revealed-secret-businesses-which-aimed-exploit-vaccine-fears-%E2%80%9Cmmr-doctor%E2%80%9D-

كما حصل ويكفيلد على دعم بقيمة 800 ألف باوند (حوالي مليونا دولار حسب قيمة التضخم وتحويل العملة اليوم) من إيرلندا لتصميم أداة الكشف على مرض التوحد.

انظر هذا الرابط : 

https://briandeer.com/mmr/lancet-oleary.htm

النتيجة بعد البحث والتدقيق

بما أن مزاعم ويكفيلد كانت مثيرة للجدل وتهم صحة الناس حول العالم، قررت المملكة المتحدة التأكد منها عبر القيام ببحث جدي ويتكون من باحثين خبراء ومعهم ويكفيلد وعلى شريحة كبيرة من المرضى لكنه رفض ذلك.

تراجعت الاستثمارات في مشروع ويكفيلد بسبب رفضه لإعادة بحثه على 150 مريضا.

طلب الطبيب المتخصص مارك بيبيس -رئيس قسم الباحثين في مستشفى Royal Free Hospital البريطاني- من ويكفيلد إعادة البحث على 150 طفلا للتأكد من جدية أبحاثه فتم طرده من مجموعة البحث واتهامه بالتزوير. لكنه رفض ذلك، وزعم أنه قد تم طرده من مجموعة البحث الجديدة لأن النتائج التي وصل لها “لا تحظى بشعبية”. 

ملاحظة : مارك بيبيس (Sir Mark Brian Pepys) باحث ومتخصص مرموق في بريطانيا وجنوب إفريقيا انظر صفحته التعريفية على ويكيبيديا:

https://en.wikipedia.org/wiki/Mark_Pepys

الأبحاث الجديدة والتي شملت شريحة كبيرة من المرضى أثبتت أن مزاعم ويكفيلد بوجود رابط بين التلقيح والتهابات القولون غير صحيحة وأن ما زعمه من وجود فيروس الحصبة في أمعاء الأطفال غير صحيح أيضا.

ج. الحقيقة القبيحة

الحقيقة القبيحة التي تختفي وراء كل هذه القصة بدأت مع المحامي ريتشارد بار (Richard Barr). حيث كان ممثلا لـ 5 أسر يعاني أطفالهم من التوحد ويتهمون التلقيح أنه السبب لطلب تعويضات هامة.

المحامي ريتشارد بار - Richard Barr

المحامي ريتشارد بار – Richard Barr

بحث لهدف خفي

طلب ريتشارد من ويكفيلد إثبات وجود علاقة بين التلقيح والتوحد مقابل دعم أبحاثه.

حصل ويكفيلد على ما يقارب الـ 800 ألف دولار مقابل إصدار بحثه وادعاء وجود علاقة بين التلقيح والمرض.

من أصل 8 أطفال في البحث، 5 منهم هم عملاء للمحامي ريتشارد بار ويريدون إثبات أي علاقة بين التلقيح والتوحد أمام المحكمة للحصول على تعويض.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6181752/

ملخص القصة: 

1. آباء عندهم أبناء مصابون بالتوحد ويشكون أن التلقيح هو السبب.

2. يطلبون من محام رفع قضية لاتهام التلاقيح.

3. المحامي يطلب من طبيب مغمور نشر ورقات بحثية تتهم التلاقيح.

4. الطبيب يسأل الآباء عن رأيهم في المسألة ويكتب ما يدعون في البحث.

5. يُصبح عند المحامي بحث علمي يتهم التلقيح.

6. تصبح تلك الورقات البحثية دليل حركة كاملة حول العالم تناهض التلاقيح وتريد منعها.

تلاعب بالبيانات

الصحفي الاستقصائي بريان دير يكتشف تلاعب ويكفيلد بالبيانات في بحثه.

بريان دير صحفي بريطاني شهير نجح في الكشف عن العديد من عمليات التحيل الطبي.

https://en.wikipedia.org/wiki/Brian_Deer

رفع ويكفيلد قضية ضد بريان دير لمنعه من كتابة تقارير صحفية عن بحثه المزعوم، لكنه بذلك أعطى للصحفي فرصة ذهبية للاطلاع على بيانات البحث (حسب القانون البريطاني).

لمنع وصول دير ومحاميه للبيانات، قام محامو بريان بإسقاط التهم الموجهة لـ بريان لكن كان الأوان قد فات بالفعل.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1767245/

بعد التدقيق في البيانات الخاصة بأهل الأطفال المصابين بالتوحد، تبين أن ويكفيلد قد زيف تصريحات عدد منهم لادعاء وجود مرض يربط بين التوحد والتلاقيح.

التفاصيل في هذا الرابط : 

https://www.bmj.com/content/342/bmj.c5347

الخلاصة

خلصت الأبحاث العلمية والقضائية إلى : 

1. يزعم ويكفيلد أن بحثه مبني على شهادات آباء 12 طفلا، 11 منهم مصابون بالتوحد.

2. يزعم ويكفيلد أن 8 أطفال شوهدت عليهم علامات التوحد خلال أسبوعين أو أقل من تلقي اللقاح.

3. يزعم ويكفيلد أن الأطفال المصابين بالتوحد مصابون بالتهابات في القولون.

4. يزعم ويكفيلد أن الأطفال عندهم آثار لفيروس الحصبة في جسمهم بسبب اللقاح.

5. يزعم ويكفيلد أنه اكتشف مرضا جديدا سببه اللقاح والإصابة بالتهابات القولون ويسبب التوحد.

6. يزعم ويكفيلد أن فصل اللقاح الثلاثي إلى 3 جرعات متفرقة سيحمي الأطفال.

7. قبل عام من نشر بحثه، حضر ويكفيلد لقاحا جديدا لمنافسة اللقاح الثلاثي.

8. التدقيق أثبت أن النقطة (1.) غير صحيحة 9 فقط من الأطفال مصابون بالتوحد.

9. التدقيق أثبت أن النقطة (2.) غير صحيحة والكثير من الأولياء لاحظوا علامات التوحد قبل اللقاح أصلا أو بعده بفترة زمنية طويلة.

10. التدقيق أثبت أن النقطة (3.) غير صحيحة، فقط 3 أطفال عانوا من التهابات في القولون.

11. الدراسة أثبتت أن النقطة (4.) غير صحيحة لأن كل الأطفال في البحث ليس عندهم أي آثار لفيروس الحصبة مما ينفي تماما أي تأثير للقاح على الإصابة بالتوحد.

12. تصبح مزاعم ويكفيلد في النقاط (5. و 6.) غير مبررة ولا معقولة أصلا.

13. يتم التراجع عن الورقات العلمية التي نشرها ويكفيلد وتجريده من صفته كطبيب.

د. بداية رحلة جديدة

خطا ويكفيلد خطوات جديدة في حياته المهنية والمالية بعد اكتشاف تلاعبه بالبيانات.

من بيع التلاقيح لبيع الكتب

بعد :

1. كشف تلاعب ويكفيلد بالبيانات. 

2. سحب ورقته البحثية. 

3. فشل خطته مع المحامي ريتشارد بار لإثبات وجود علاقة بين اللقاح والإصابة بالتوحد.

4. عدم حصول عائلات الأطفال المصابين بالتوحد على تعويضات سخية.

بعد كل هذه الأحداث الصعبة على ويكفيلد، قرر كتابة كتاب يروي قصته وكيف “تم تجاهله”.

https://www.amazon.com/Callous-Disregard-Autism-Vaccines-Tragedy/dp/1616083239

andrew wakefield Callous Disregard

كتاب تجاهل قاس لـ أندرو ويكفيلد.

لم يذكر الكتاب أن ويكفيلد كان بالفعل قد أصبح مشهورا وجمع ثروة من التبرعات وخدماته “الاستشارية” في قضية التعويضات بفضل تزويره لبيانات بحثه.

مناهضة التلاقيح

وهكذا أصبح ويكفيلد رسميا زعيم حركة مناهضة للتلاقيح والتطعيمات!

كما سمح ويكفيلد لنفسه بجمع التبرعات مرة أخرى بهدف نشر الوعي بخطورة التلاقيح وتقديم عدد من المحاضرات بين الغوغاء لنشر نظرية المؤامرة الخاصة بالتلاقيح، دون أن يذكر أنه شخصيا كان يدعم التلاقيح ويريد بيع لقاح جديد.

مخرج أيضا

قام ويكفيلد بإخراج فيلم بعنوان Vaxxed يحاول فيه إثبات مزاعمه التي لم يستطع إثباتها علميا.

الفيلم كما بحث ويكفيلد لم يكن جيدا بالمرة وعنده تقييمات سيئة جدا لأنه مجرد بروباغاندا ومحاولة لإثبات خطر التلاقيح وتبييض صورة الباحث المتحيل.

https://en.wikipedia.org/wiki/Vaxxed

لكن مرة أخرى جمع ويكفيلد مبالغ مالية محترمة من الفيلم الفاشل بسبب دعم عائلات الأطفال المصابين بالتوحد، الطامعين في الحصول على تعويضات، وبسبب دعم الناس الذين مازالوا يصدقون أن التلاقيح تسبب التوحد، وبسبب الناس المناهضين للتلاقيح.

https://www.statnews.com/2016/04/01/vaxxed-autism-movie-review/

فيلم Vaxxed

فيلم Vaxxed

يمكنك شراء 10 نسخ من الفيلم بـ 124.95 دولار فقط عبر هذا الرابط!

https://store.cinemalibrestore.com/vaxxeddvdpal10pack.html

خلاصة عامة لسؤال هل تسبب اللقاحات التوحد ؟

1. لا توجد علاقة بين التلاقيح والتوحد.

2. التلاقيح أرقى أنواع الأدوية لأنها تحمي من الإصابة بالأمراض ويتم تجربتها على الآلاف قبل تعميمها.

3. الناس الذين يعتقدون أن التلاقيح ضارة إما متحيلون أو غير متعلمين.

4. لا يمكن إقناع الناس بما لا يريدون الاقتناع به.

5. الأشخاص الذين يسمحون لأنفسهم باستغلال غير المتعلمين بهدف جمع المال ليسوا أسوأ من الذين يتبعونهم دون تفكير.

للمزيد من المقالات الطويلة يمكنك زيارة قسم الأعداد.